9/16/2025 11:37:49 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
22
"اليمن الحبلى بالولادة… قراءة في صرخة الفريق السامعي ضد فساد السلطة"
"اليمن الحبلى بالولادة… قراءة في صرخة الفريق السامعي ضد فساد السلطة" الثلاثاء 16 سبتمبر ـ 2025م خاص// -أجراس -اليمن// قراءة تحليلية/ فهد الهريش "بين تآكل الدولة ويقين الميلاد الجديد… نص الفريق سلطان السامعي يضع إصبعه على جرح اليمن المفتوح" في زمن تتآكل فيه الدولة من الداخل وتُنهب أحلام الناس كما تُنهب ثرواتهم، يطلّ صوتٌ يمنيّ أصيل كأنه جرس إنذار قبل الانهيار. في مقاله الشهير "إنها حبلى وحتماً ستلد"، لا يكتب الفريق سلطان السامعي تحليلاً سياسياً بارداً، بل يطلق صرخة من قلب الوطن الجريح: اليمن على حافة الانكسار، لكنها ما زالت حبلى بولادة جديدة، فهل سيكون الميلاد قوياً أم ميتاً؟ في مقالة منشورة بصحيفة المستقبل بتاريخ 27 سبتمبر 1992، يضع الفريق سلطان السامعي إصبعه على الجرح المفتوح في جسد الدولة اليمنية، ويكتب بلسان شعبٍ مسكون بالخذلان والأمل معاً. المقالة ليست مجرد توصيف سياسي بارد، بل هي صرخة ضمير، ورؤية نافذة إلى المستقبل، ورسالة تحذير وتبشير في آن واحد. السامعي يفتتح مقاله بتوصيف لحالة الجمود السياسي والإداري بعد ما سُمِّي بالفترة الانتقالية، مؤكداً أن المسؤولين الذين "يعبثون بكرامة الشعب" ما زالوا هم أنفسهم ممسكي الخيوط، وأن نظام المحاصصة والفساد يعيد إنتاج نفسه بأسماء وصور مختلفة. في هذا التشخيص المبكر نقرأ نبوءة واضحة: إذا لم يتغير الجوهر، فإن الدولة تتآكل، والسلطة تفقد هيبتها، والمواطن ينزلق نحو خيار حماية نفسه خارج مظلة الدولة. المقال يلتقط لحظة انكسار نفسية لدى المواطن اليمني، حينما يتحول الخوف من أداة ضبط إلى حافز للتسلح، وحينما يتحول الاحترام للدولة إلى شعور بالخذلان. هنا يستخدم السامعي صوراً قوية: المواطن كالثور المرهق الذي "داخ ثم رقد فصعدت على ظهره الهوام وهو لا يحرك ساكناً"، لكنه يحذر أن هذا الثور إذا نهض فسيدك الجبال. إنها استعارة تحذيرية بليغة، تكشف عن أن الصبر الشعبي ليس ضعفا أبديا، بل هو مخزون قوة مؤجلة. لكن المقال ليس سوداوية بالكامل؛ فهو يتوقف عند نقطة مضيئة: اليمن – على الرغم من الفساد – ما تزال "حبلى" بالرجال الشرفاء، وبالقدرة على تجديد نفسها. يشيد السامعي بالمؤتمر الوطني الذي انعقد بين 12 و16 سبتمبر، ويراه دليلاً على وجود قوى وطنية غيورة، مستعدة لإنقاذ البلد من مصير الصومال الذي كان وقتها ينهار تحت وطأة الفوضى والحرب الأهلية. في ختام مقاله يطلق السامعي صورة الميلاد المنتظر "فاليمن عبر التاريخ تحبل وتلد الرجال الشرفاء، وهي الآن لا شك حبلى، وستلد وحتماً ستلد". بهذه العبارة يتجاوز التحليل السياسي إلى بُعد وجودي؛ فالوطن بالنسبة له ليس أرضاً فحسب، بل كيانٌ أنثويٌّ حيّ، يتألم ويتأمل ويحتضن في رحمِه بذور المستقبل. التحذير هنا ليس فقط من موت الدولة، بل من أن يكون الوليد ميتاً إذا وُلد في بيئة الخيانة والنهب. ومع ذلك يصرّ الكاتب على اليقين: الوليد سيأتي وسيعيش. هذه المقالة، بقدر ما هي وثيقة من تسعينيات اليمن، هي أيضاً مرآة لواقعنا اليوم: فساد متجذر، دولة متآكلة، شعب يتململ، و"وليد" جديد يتشكل في رحم المعاناة. إن قراءة السامعي لا تُقاس بزمنها فقط، بل بقدرتها على البقاء حيّة؛ فصوره واستعاراته ما تزال تفسر حال اليمن بعد ثلاثة عقود. إننا أمام نص يذكّرنا بأن الأوطان ليست خرائط ساكنة، بل أرحام قادرة على الولادة والتجديد، وبأن الاستبداد مهما طال، فإنه لا يلغي حتمية الميلاد الجديد. هذا هو الدرس الذي يقدمه السامعي ببلاغة رجل دولة مثقف، يعرف أن الكلمات قد تكون أحياناً آخر حصون الوطن قبل الانهيار، وأول بشائر النهوض بعد السقوط. أخيراً وليس بآخر اليمن اليوم تقف على حافة لحظة تاريخية تشبه ما وصفه السامعي قبل ثلاثة عقود: دولة متآكلة، وسلطة تكرر أخطاءها، وشعب يزداد وعياً ويتهيأ للنهضة. نحن أمام وطن حبلى بقدرته على التغيير، لكنه أيضاً محاط بالمخاطر نفسها التي حذر منها الكاتب في تسعينيات القرن الماضي. إننا إذا استسلمنا للفساد واليأس فلن يولد الوليد إلا ميتاً، أما إذا وعينا لحظتنا وأعدنا الاعتبار للوطن وللمواطن، فإن الوليد سيولد حيّاً، قوياً، قادراً على الحياة. اليمن ليست قدراً محكوماً عليه بالانهيار، بل مشروع حياة ينتظر أن نكمل حمله جميعاً حتى الولادة؛ فهل نكون القابلة التي تحفظ حياة الوليد، أم نصبح شهوداً على موتٍ جديد؟ ------------- (من كتاب الإنسان موقف)
قد يهمك ايضاً
الاتحاد الأوروبي يُهدد إسرائيل: خطوات حاسمة قد تغيّر وجه الدولة!! تفاصيل تعليق التجارة والعقوبات))
"اليمن الحبلى بالولادة… قراءة في صرخة الفريق السامعي ضد فساد السلطة"
"حرب بيولوجية صامتة"لوبيات الفساد تُمرّر 500 طن من بذور بطاطا مسمومة تستهدف الأمن الغذائي اليمني" ((تفاصيل مثيرة و كارثية))
أمير قطر يطرح سؤالا مهما أمام المشاركين بقمة الدوحة!!
إسرائيل تتصدر التهديدات الخليجية… والخطر أكبر مما تتصور.. وإيران خارج اللعبة..مفاجآت لم يتوقعها أحد!
الإمارات تصدر موقفاً غير متوقع تجاه إسرائيل بعد العدوان على قطر!!
بين العطاء والغفلة"حزب الله" وقوة الحاضنة الشعبية !!
بطالة متزايدة وقرارات معلّقة: الشباب اليمني بين مطرقة الواقع وسندان السياسات.. تقرير!!
خروج مليوني بالعاصمة صنعاء وفاء للشهداء وتأكيدا على الاستمرار في إسناد غزة مهما كانت التضحيات
السلطة المحلية بمحافظة شبوة تدين العدوان الصهيوني الغادر على الأحياء السكنية والمنشآت المدنية بالعاصمة صنعاء ومحافظة الجوف