9/13/2025 9:54:35 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
22
«أي نفع يجتني الشعب إذا مات (فرعون) لتبقى الفرعنة؟ قراءة معمقة لقصيدة "مأساة حارس الملك"للبردوني
«أي نفع يجتني الشعب إذا مات (فرعون) لتبقى الفرعنة؟ قراءة معمقة لقصيدة "مأساة حارس الملك"للبردوني خاص -أجراس -اليمن قراءة تحليلية لقصيدة ـ "مأساة حارس الملك" مقدمة: الشعر كمرآة للتاريخ لم يكن عبدالله البردوني (1929–1999) شاعرًا عابرًا في تاريخ الأدب اليمني، بل كان الضمير الأكثر حضورًا في مواجهة السلطة وتحولاتها. ومن بين نصوصه السياسية، تبرز قصيدة «مأساة حارس الملك» (أكتوبر 1976) بوصفها وثيقة شعرية استثنائية، لأنها لم تكتفِ بفضح الاستبداد بل ذهبت أبعد: تشريح أدواته، وفضح استمراريته رغم تبدّل الوجوه. القصيدة، التي تتخذ من صوت «الحارس/السيف» لسانًا لها، تمثّل واحدة من أعمق نصوص البردوني في تحليل علاقة السلطة بالشعب، والطغيان بالثورة، والماضي بالحاضر. أولاً: البنية الدرامية للقصيدة القصيدة ليست سردًا خطابيًا مباشرًا، بل مونولوغ درامي. المتحدث هو «الحارس» الذي يخاطب سيده: «سيدي…». هذا الصوت، وإن بدا هامشيًا، يكشف تناقضات النظام من الداخل. هنا يتجلّى الذكاء الشعري للبردوني: أن يجعل الأداة – لا السيد ولا الشعب – هي التي تفضح كل شيء. مرحلة الأوامر والذعر: «اقتلوهم… اسجنوهم…» حيث تتكاثر الأوامر القمعية. مرحلة الشك: «أمركم لكن!» حيث تظهر لحظة التردد. مرحلة التاريخ: السيف يتحدث عن وجوده في يد أبي جهل ويزيد ومروان، كما في يد الحسين ومصعب. مرحلة الثورة: الحارس يعلن اشتياقه لأن يكون في يد الشعب. مرحلة الارتداد: سقوط الملك لا ينهي الطغيان؛ بل تتكاثر السلطانات وتبقى الزنزنة. هذه المراحل تُنتج تصاعدًا دراميًا يوازي رحلة وعي داخل الأداة نفسها. ثانياً: الجغرافيا كرمز للثورة من أبرز تقنيات البردوني توظيف الجبال اليمنية: نقم (صنعاء)، صبر (تعز)، عيبان وبعدان وغيرها. هذه الجبال ليست مجرد مواقع، بل رموز ثورية. السلطة تصوّرها شياطين يجب اقتلاعها، لكن استحالة «قتل جبل» تجعل الخطاب السلطوي عبثيًا. هنا يرسّخ البردوني معادلة: الجبال = الشعب الراسخ، السلطة = وهم القدرة على اقتلاعه. ثالثاً: التاريخ بوصفه دائرة مغلقة يقدّم البردوني تناصًا تاريخيًا غنيًا: السيف في يد أبي جهل = رمز الظلم. في يد يزيد ضد الحسين = مأساة متجددة. في يد مصعب أو مروان = دلالة على تلوّن الأداة مع الغالب. لكن المفارقة الكبرى: حتى حين يكون في يد العادل، يبدو السيف أضعف أثرًا. هذا يعكس رؤية البردوني بأن المؤسسات والأجهزة خُلقت غالبًا لتخدم الطغاة، وإذا لم يُعاد تشكيلها ستبقى عائقًا أمام الثورة. رابعاً: من الثورة إلى خيبة ما بعدها في البيت المحوري: «أي نفع يجتني الشعب إذا / مات (فرعون) لتبقى الفرعنة؟» يلخّص البردوني معضلة ما بعد الثورات. فإسقاط رأس النظام لا يعني إسقاط النظام نفسه. «الطبل الواحد أضحى ستة» = تعدد السلطانات بعد سقوط السلطان. «وأنا نفس الإدارة الموهِنة» = بقاء الأجهزة كما هي. إنها رؤية استباقية لما نسميه اليوم بـ الثورات الناقصة أو «الربيع الذي أُجهض». خامساً: تقنيات بلاغية 1. التجسيد: الأمكنة تهجس وتتهجى. 2. التكرار: لازمة «أمركم لكن!» تكشف التشقق داخل الطاعة. 3. التناص القرآني والتاريخي: «الأعراف»، «الممتحنة»، «السبط»... تربط النص بالذاكرة الدينية والتاريخية. 4. الابتكار اللغوي: «الزنزنة» (تفريع من زنزانة) تحوّل المكان إلى فعل وتقنية. 5. السخرية السوداء: أوامر قتل الجبال، أو حديث الطبل الذي يتكاثر. سادساً: أطروحة البردوني السياسية القصيدة تطرح ثلاث أفكار محورية: 1. الأداة هي العقدة: السلاح والجهاز الأمني لا ينتميان بطبيعتهما إلى الحق أو الباطل؛ بل لمن يحملهما. 2. الثورة فعل مستمر: إذا لم تتغير بنية المؤسسات، فإن الثورة تتحول إلى إعادة إنتاج للاستبداد. 3. فضح الأقنعة: الحداثة الشكلية (الكومنة)، أو التدين الزائف (لبس وجه النبي للقرصنة) ليست سوى أقنعة لنهب مستمر. سابعاً: القيمة الثقافية والراهنية لماذا ما زالت «مأساة حارس الملك» حيّة حتى اليوم؟ لأنها تشرح ببساطة ما تكرر في تجارب عربية لاحقة: الثورة تسقط النظام ولا تسقط الدولة العميقة. لأنها تمنح صوتًا للهامش – الحارس، الجندي، الأداة – الذي عادة ما يُغيَّب في السرديات الكبرى. لأنها توثّق تجربة اليمن من الداخل، بجغرافيته ورموزه، لكنها تتجاوز المحلي لتصبح نصًا عربيًا إنسانيًا. خاتمة في «مأساة حارس الملك»، لا يقدّم البردوني مجرد هجاء لطاغية، بل يبني نصًا فلسفيًا–سياسيًا على هيئة قصيدة. إنها ليست «مأساة الحارس» وحده، بل مأساة الشعوب التي تظن أن سقوط فرعون يعني نهاية الفرعنة. ولهذا يظل سؤال البردوني مفتوحًا: هل نستطيع أن نعيد تشكيل الأداة لصالح الناس؟ أم أن الزنزنة قدرٌ يتوارثه الحُرّاس جيلاً بعد جيل؟ ((نص القصيده)) عبدالله البردوني » مأساة حارس الملك سيدي: هذي الروابي المنتنه لم تعد كالأمس، كسلى مذعنه (نقم) يهجس، يعلي رأسه (صبر) يهذي، يحد الألسنه (يسلح) يومي، يرى ميسرة يرتئي (عيبان) ، يرنو ميمنه لذرى (بعدان) ألفا مقلة رفعت، أنفاً كأعلى مئذنه أقتلوهم، واسجنوا آباءهم واقتلوهم، بعد تكبيل سنه أمركم لكن ! ولكن مثلهم سيدي: هذي أسامي أمكنه هم شياطين، أنا اعرفهم حين أسطو، يدعون المسكنه (صبر) وغد، أنا رقيته كان خبازاً، أحله معجنه (نقم) كان حصاناً لابي اطحنوه علفاً للاحصنه اقتلوا (يسلح) ألفي مرةٍ إسحبوا (عيبان) حتى (موسنه ) أقلعوا (بعدان) من أعرقه انقلوا نصف (بكيل) مقبنه أمركم لكن ! ولكن اقطعوا رأسه، دع عنك هذى اللكننه عن أبي، عن جده مملكتي… طلقة بثت خيوط العنعنه سيدي: إطلاق نارٍ، ربما ثورة، قل تسليات محزنه هاجس في صدر مولانا: أتت من تخوفت، أكانت ممكنه آخر الهمس، سكوت أو لظي أول العزف المدوي دندنه الجهات الأربع احمرت، عوت السماء الآن، صارت مدخنه مهرجان دموي.. ما الذي شب عينيه؟ ومن ذا لونه؟ الشياطين الذين انفلتوا عرفوا أدهي فنون الشيطنه إمض يا جندي ومزقهم… نعم فرصة اخرج، أرمي السلطنه اشعر الثوار أني منهمو سوف تبدو سيئاتي حسنه لست من عائلة الأسياد يا إخواني، إني (مثنى محصنه ) إنني سيف لمن يحملني خادم الأسياد، كل الازمنه كنت في كفي (أبي جهل) كما كنت في تلك الأكف المؤمنه في فمي (ارجورتا هند) كما في فمي (الأعراف) و(الممتحنه) كنت في كفي (يزيد) شعلة في يد (السبط) شظايا مثخنه وتمصعبت بكفي (مصعب) و(لمروان) حذقت المرونه اعرف الموت (مقامات) هنا ها هنا أشدو المنايا (الميجنه) ينتضيني، من يسمى سيداً أو هجيبناً، واليد المستهجنه إنني للمعتدي، بي يعتدي للمضحي، بي يفدي موطنه حين قلتم ثورة شعبية جئتكم اشتاق كفاً متقنه رافضاً كالشعب أن يدميني (اخزم) ثان جديد (الشنشنه) علمت خطوي حماسات الذرى قلق الريح وفن المكننه لا عيالي شكلوا مبخلة.. ليديا لا بناتي مجبنه صرت غيري، ولعيني موطني صغت جرحي أنجماً مستوطنه عن مماتي: وردة تحكي، وعن مولدي في الموت تنبي سوسنه فترةً، وارتد مولانا إلى… ألف مولى، سلطنات (كومنه) أي نفع يجتني الشعب إذا مات (فرعون) لتبقى الفرعنه؟ نفس ذاك الطبل، أضحى ستة انما أخوى وأعلى طنطنه يمنوني، يسروني، توجهوا من دعوها الوسط المتزنه جاءنا المحتل، في غير اسمه لبست وجه النبي القرصنه سادتي عفواً ! ستبدو قصتي عندكم عادية، ممتهنه كنت سجاناً أدق القيد عن خبرة، صرت أجيد الزنزنه اقتل المقتول، آدميه إلى… أن أرى الإسرار، حمراً معلنه قد تطوت، على تطويرهم وأنا نفس الادارة الموهنه محنتي أني – كما كنت – لمن هزني، مأساة عمري مزمنه أكتوبر 1976 ـــــــــــــــــــ حقوق النشر محفوظة لدى موقع أجراس- اليمن-الاخباري @2025م
قد يهمك ايضاً
عاجل| صنعاء توجّه إنذاراً للأمم المتحدة: السيادة خط أحمر..
قطر تستعد لرد تاريخي على العدوان الإسرائيلي: هل ستفاجئ العالم؟
بينما تتعمق الأزمة لشركة «كمران للتبغ والكبريت..اللصوص يزدادون ثراءً...والعمال يبيعون أثاث منازلهم... تقرير!!؟
إسرائيل تتصدر التهديدات الخليجية… والخطر أكبر مما تتصور.. وإيران خارج اللعبة..مفاجآت لم يتوقعها أحد!
الإمارات تصدر موقفاً غير متوقع تجاه إسرائيل بعد العدوان على قطر!!
وول ستريت جورنال: تكشف عن تحذيرات مصريه لقادة حماس من عمليات اغتيال محتملة قبل أسبوعين
بين العطاء والغفلة"حزب الله" وقوة الحاضنة الشعبية !!
بطالة متزايدة وقرارات معلّقة: الشباب اليمني بين مطرقة الواقع وسندان السياسات.. تقرير!!
خروج مليوني بالعاصمة صنعاء وفاء للشهداء وتأكيدا على الاستمرار في إسناد غزة مهما كانت التضحيات
السلطة المحلية بمحافظة شبوة تدين العدوان الصهيوني الغادر على الأحياء السكنية والمنشآت المدنية بالعاصمة صنعاء ومحافظة الجوف