"في زمن الظلام :كيف غاب الحاج هائل وترك أثرًا لا يُنسى..!!

9/13/2025 11:41:04 PM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

52

"في زمن الظلام :كيف غاب الحاج هائل وترك أثرًا لا يُنسى..!!



كيف غاب الحاج هائل وترك أثرًا لا يُنسى..!!

الاربعاء -27 اغسطس ـ 2025م
مقالات// أجراس- اليمن//
بقلم/ طه العامري 
ربما يتساءل البعض: ما سر اهتمامي ببعض من سيرة الحاج هائل سعيد – رحمه الله – وفي هذا التوقيت بالذات؟!
قد يقول قائل: بسبب الحملة الظالمة التي تتعرض لها المجموعة، وهو قول إلى حدٍّ ما صحيح، لكنه مجرد جزء من السبب، وليس كل السبب.

هناك عوامل أخرى انتابتني وأنا أتابع الحملة ضد المجموعة، فتذكرت خلالها عدة مواقف مع "الحاج" – رحمه الله – ومع مقربين منه أثق بهم – رحمهم الله – حدثوني كثيرًا عنه وعن مواقفه، بما في ذلك المواقف "الطريفة".

تزامن كل هذا مع الحالة التي نعيشها نحن والوطن، فتخيلت لو كان الحاج حيًّا بيننا في هذا الزمن الأغبر الذي "تكوينا سياطه" بكل قسوة، فكيف ستكون مواقفه وردود فعله على كل ما يجري؟!
قطعًا لن يحتمل هذا الحال، وربما مات قهرًا وكمَدًا وحسرةً مما يحدث وهو عاجز عن إيقافه. لم يكن بمقدوره أن يتحمل رؤية ما يجري في وطنه. وتعز – المدينة والريف – لم تكن يومًا كما هي عليه اليوم، وهذا مؤكد.

أتذكر وأعرف أن السلطة المحلية في تعز كانت تلجأ إليه عندما تستعصي عليها قضية أو تبرز ظاهرة. وأذكر أنني سمعت ذات يوم القاضي يحيى راصع – وكيل المحافظة في عهد المحافظ محسن اليوسفي – وقائد اللواء محمد ضيف الله – رحم الله من رحل منهم وحفظ الله الأحياء – يقول بعد أن استعانت السلطة بالحاج لحل قضية في "شرعب" وأخرى في "صبر"، وكلها قضايا قتل واقتتال، وكنت أقف أمامه وبجواري الشيخ سعيد قائد – قائد حرس الحدود – حين قال:
"ماذا لو لم يكن في تعز رجل مثل هائل سعيد؟! إنه حكيم المحافظة".
ثم التفت نحونا وأضاف: "يحق لكم أن تفتخروا برجل مثل هائل سعيد".

كان نصف قضايا تعز تُحل بواسطة الحاج هائل، ونصف متطلبات السلطة المحلية تأتي منه. وكأنه يغطي أكثر من جانب اجتماعي وتنموي، ويقوم غالبًا بمهام السلطة المحلية، بل ويغطي نسبة كبيرة من التزاماتها.

وكانت هناك شخصية أخرى في المنطقة والمحافظة تقتفي أثره ويكاد دورهما يتماهى ويتكامل في الأعمال الاجتماعية والخيرية، وهو المرحوم الحاج عبد القوي عثمان الأغبري، الذي ترك هو الآخر بصماته الاجتماعية والخيرية عبر سلسلة لا حصر لها من المواقف الإنسانية. وقد شكَّل الاثنان معًا أعمدة راسخة من أعمدة استقرار المحافظة، وتركا بصماتهما حاضرة في الوعي الجمعي الوطني. لدرجة أن غالبية الخلافات التجارية بين رجال الأعمال، والتي كانت تعجز الغرف التجارية عن حلها، كان يحلها الحاج هائل سعيد أنعم. فيما القضايا ذات الطابع السياسي والحزبي كان يتولاها الحاج عبد القوي عثمان الأغبري. وهما معًا نفتقد مواقفهما وأدوارهما في وقتنا الراهن.

لكل ذلك، وجدت نفسي أنجرف إلى التأمل في سيرة المرحوم هائل سعيد أنعم، ربما انطلاقًا من القول المأثور: "وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر". والحال ذاته ينطبق على الحاج عبد القوي عثمان، فقد كان وجودهما يمثل أمنًا واستقرارًا للمنطقة والمحافظة، ويدفعان عنها الكثير من القضايا الشائكة. ولهذا نستحضر دائمًا بيت الشعر العربي:

وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدرُ

الرحمة والخلود للحاج هائل سعيد أنعم، والحاج عبد القوي عثمان، وأسكنهما الله فسيح جناته. والرحمة والخلود لكل من ذكرتهم ممن رحلوا، والصحة والسلامة وطول العمر لمن لا يزالون على قيد الحياة.