9/14/2025 1:56:20 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
41
الترف والفساد..هلاك القرى لو كانوا يفقهون..!!
الترف والفساد..هلاك القرى لو كانوا يفقهون..!! السبت 16 اغسطس ـ 2025م مقالات أجراس- اليمن الاخباري بقلم/ فهد الهريش في سرديات التاريخ الكبرى، تتكرر الحقيقة ذاتها رغم اختلاف الأزمنة والأمكنة: الثورات التي قلبت موازين القوى وغيرت مجرى الحضارات لم تُصنع في قصور المترفين، بل انطلقت من أحياء الفقراء، ومن أفئدة المظلومين، ومن عقول الحالمين بعالم أكثر عدلاً. لم يُعرف أن مترفًا حمل راية الثورة في وجه الظلم أو تقدم الصفوف لمواجهة الطغيان. فالثورات دائمًا من صنع أولئك الذين لا حول لهم ولا قوة، ممن طحنهم الاستبداد وأرهقهم الجوع، ودفعهم انسداد الأفق إلى كسر القيود واقتحام المحرمات. هؤلاء هم من يدركون أن العدالة لا تُمنح من السماء، بل تُنتزع بالتصميم والصبر والمخاطرة. من أولى صفحات التاريخ الإسلامي، كانت الثورة النبوية مثالًا حيًا على أن التغيير الحقيقي يبدأ من القاع. لم تكن الدعوة الإسلامية في بداياتها مشروعًا نخبويًا، بل آمن بها العبيد والمستضعفون، وخاضوا لأجلها المعاناة والاضطهاد، بينما وقف المترفون من قريش – الذين ربطوا مصالحهم بالجاه والهيبة – موقف الرافض والمعادي. لقد كان صهيب وبلال وخباب وسمية يضعون اللبنات الأولى لصرح العدالة، بينما كان أبو جهل وأمية وأبو سفيان يقفون في صف الامتيازات، يحاولون صيانة نفوذهم ومكتسباتهم بأي ثمن. ويحذرنا القرآن الكريم من "مترفي القرى" الذين أفسدتهم النعمة فخرجوا من دائرة الطاعة إلى الفسق، ومن قيم العدل إلى الغطرسة، فكانوا سببًا في هلاك مجتمعاتهم: وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا [الإسراء: 16]. وفي التاريخ الوسيط، تتكرر الصورة نفسها. ثورة الزنج في القرن التاسع لم تندلع من فراغ فكري أو طموح نخبوي، بل كانت انتفاضة عبيد وفلاحين سحقهم الظلم في مزارع البصرة، فثاروا على نخبة عباسية مترفة لا ترى فيهم سوى أداة إنتاج، مواجهين بالسيف والسوط لا بالحوار أو العدالة. لقد شكلت هذه الثورة رمزًا لرفض الظلم الاجتماعي والاقتصادي، وتأكيدًا على أن القمع يولد الثورة وأن الفقراء هم الشرارة الأولى للتغيير الجذري. ثم جاءت الثورة المهدية في السودان، بقيادة محمد أحمد المهدي، لتصنع زلزالًا سياسيًا في وجه الدولة العثمانية–المصرية، مستندة إلى فلاحين ورعاة بسطاء يؤمنون بأن الكرامة لا تُمنح من السماء بل تُنتزع من الأرض. بينما كان المترفون في الخرطوم يتفرجون برعب أو يخططون لحماية ممتلكاتهم، أثبتت هذه الثورة أن القوة الحقيقية للتغيير تكمن في وعي الجماهير وإرادتهم الصلبة، لا في المناصب أو الثروات. وينطبق هذا على حاضرنا المعاصر أيضًا من مظاهر الغضب الاجتماعي اليوم: الاحتجاجات في أمريكا اللاتينية ضد ارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات، أو الاحتجاجات في الهند وبنغلاديش بسبب الفقر واستغلال العمال، كلها أمثلة على أن الظلم الاقتصادي والاجتماعي يولد حركة جماهيرية متواصلة، مهما حاولت النخب حماية ممتلكاتها أو تجاهلها. هذه الدروس التاريخية تحمل رسائل حاضرة في كل زمان ومكان. إن الاقتصار على النخب المترفة في إدارة المجتمعات أو صناعة القرار، بينما تُهمل الفئات المهمشة والمستضعفة، هو طريق مباشر إلى الانفجار الاجتماعي والسياسي. التاريخ يعلمنا أن أي مجتمع يظلم أضعافه ويهمش الطبقات الأكثر ضعفًا، سيواجه الثورات أو الانتفاضات التي لا تعرف هوادة. ولذلك، فإن قراءة التاريخ بعمق هي دعوة للتأمل في حاضرنا. الثورات لم تكن يومًا مجرد أحداث عابرة أو نزوات سياسية، بل هي نتيجة تراكم الظلم والجوع والإقصاء الاجتماعي. وإذا كانت السلطة الحاكمة اليوم تتجاهل معاناة الفقراء وتغرق في مترفاتها، فعليها أن تعلم أن الشرارة قد تأتي من أي مكان، وأن من يظن أن الثروة والمناصب تمنحه حصانة ضد الغضب الشعبي فهو واهم. في النهاية، يبقى التاريخ شاهدًا حيًا على أن التغيير الحقيقي يبدأ من القاع، وأن الثورة ليست مجرد شعار، بل هي إرادة شعب مستضعف يدرك أن العدالة لا تُمنح إلا بالتصميم والصمود. من فهم هذا الدرس يمكنه أن يبني مجتمعات عادلة ومستقرة، ومن تجاهله فمصير الظلم والانفجار الاجتماعي محتوم. ـــــــــــــــــــــــــــــ تنويه: المقال لا يعبّر عن رأي الموقع الإخباري "أجراس - اليمن" بل عن رأي كاتبه حصريًا.
قد يهمك ايضاً
عاجل| صنعاء توجّه إنذاراً للأمم المتحدة: السيادة خط أحمر..
قطر تستعد لرد تاريخي على العدوان الإسرائيلي: هل ستفاجئ العالم؟
بينما تتعمق الأزمة لشركة «كمران للتبغ والكبريت..اللصوص يزدادون ثراءً...والعمال يبيعون أثاث منازلهم... تقرير!!؟
إسرائيل تتصدر التهديدات الخليجية… والخطر أكبر مما تتصور.. وإيران خارج اللعبة..مفاجآت لم يتوقعها أحد!
الإمارات تصدر موقفاً غير متوقع تجاه إسرائيل بعد العدوان على قطر!!
وول ستريت جورنال: تكشف عن تحذيرات مصريه لقادة حماس من عمليات اغتيال محتملة قبل أسبوعين
بين العطاء والغفلة"حزب الله" وقوة الحاضنة الشعبية !!
بطالة متزايدة وقرارات معلّقة: الشباب اليمني بين مطرقة الواقع وسندان السياسات.. تقرير!!
خروج مليوني بالعاصمة صنعاء وفاء للشهداء وتأكيدا على الاستمرار في إسناد غزة مهما كانت التضحيات
السلطة المحلية بمحافظة شبوة تدين العدوان الصهيوني الغادر على الأحياء السكنية والمنشآت المدنية بالعاصمة صنعاء ومحافظة الجوف