7/17/2025 4:27:57 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
12
كيف يقود الكذب ...وطنًا إلى الهاوية؟"
كيف يقود الكذب ...وطنًا إلى الهاوية؟" مقالات// أجراس- اليمن الاخباري// بقلم/ أحمد الشيباني في وطنٍ تتعاظم فيه الأزمات ويغيب فيه الأفق، يصبح التشويه أداة سلطة مريضة تخشى المواجهة الحقيقية مع ذاتها ومع شعبها. لا يهمها أن تبني بلداً أو تصنع أملاً، بقدر ما يهمها أن تهدم كل فكرة شريفة وتطعن في كل يد تمتد للإنقاذ. هنا، يتحول الإعلام إلى مطرقة تهوي على ضمائر الناس، ويغدو الكذب سياسة رسمية، والاغتيال المعنوي لكل صاحب رأي أو مشروع وطني أشبه ما يكون بعرفٍ لا يُخالف. في مثل هذا المناخ، لا يعود هناك من يسلم من سهام التشويه، ولا من يجرؤ على قول الحقيقة دون أن تُسحق سمعته وتُداس كرامته. وكلما ارتفع صوت يدعو إلى الخلاص، اجتمعوا عليه بهستيريا التشكيك والتشويه، ليبقى الوطن رهينة لهذا الخراب المنظم. في هذا البلد، هناك نهج متعمد لتشويه كل شيء. حين يظهر شخص مختلف في أفكاره أو مواقفه، أو يتحلى ببعض الصفات الحميدة، يعتقد أرباب السلطة وأدواتها أن من واجبهم تشويه تاريخه، مبادئه، بل حتى أخلاقه. إنهم لا يكتفون بسرقة المال العام، بل يسطون أيضاً على القيم والمثل التي يتحلى بها الشرفاء، وكأنهم يريدون تعميم الفساد ليصبح السلوك العام والمزاج الجماعي. المؤسف أن هذه السياسة التدميرية حققت نجاحات خطيرة؛ إذ أدت إلى تشكيك الناس في بعضهم البعض، بل وتشكيك الإنسان في نفسه. الهدف النهائي هو الحيلولة دون التقاء أصحاب المشاريع الوطنية المشتركة، وإجهاض أي محاولة جادة للتغيير الشامل. كل المقالات، كل الأخبار، كل حملات الإساءة والهجوم على الرموز الوطنية، تنبع من تلك الأقلام المأجورة التي تشربت العداء لكل ما هو شريف، والمطمئنة إلى أن السلطة راضية عنها كل الرضا، طالما أنها تؤدي هذا الدور القذر نيابة عنها. لقد شوّهوا بإعلامهم المأجور وبتدميرهم لضمائر الناس كل قيمة، وكل رمز وطني. بات الداعي إلى الإنقاذ الوطني، إلى بناء دولة النظام والقانون، إلى ترشيد الإنفاق العام وحماية المال العام، الداعي إلى الوحدة والمصالحة الوطنية، هدفاً سهلاً للتشهير والتشويه والتخوين. في مناخ كهذا، من يجرؤ اليوم على أن يقف في ميدان التحرير ليقول للناس: "أنا معكم، أدافع عن قضاياكم، السلطة تنهبكم وتفقر حياتكم!"؟ حتى لو كان هذا الشخص أنزه الخلق وأصدقهم، لم يعد الناس يصدقون، فالوعي قد تم تلويثه، واليقين صار هشاً، والانقسام وصل إلى درجة تدميرية أخطر من الحروب. في ظل هذا الانحدار، لا يمكن التنبؤ إلى أي مدى ستظل السلطة غارقة في انتهاك الأخلاق السياسية. ولا أحد يستطيع أن يتكهن بمستقبلها في بلد يعاني شعبه كل يوم من معادلة مجنونة: إما أن تسرق لتعيش، أو تحرق منشأة للتعبير عن غضبك، أو تقتل مسؤولاً أو ضابطاً انتقاماً، أو ـ في لحظة يأس ـ تقتل نفسك انتحاراً. إن سلطة كهذه لا تستطيع أن تبني وطناً ولا أن تقيم علاقات ود واحترام بين الحاكم والمحكوم، ولن تؤسس اقتصاداً أو تجارة تنصف الفرد وتحترم حقوق الجماعات وتخضع للدستور والقانون. لقد اعتادت السلطة على الكذب منهجاً في تعاملها مع الشعب. وكلما أرادت تشويه مواطن شريف أو وطني حقيقي، تلجأ إلى الإشاعات، تلفيق التهم، خلق الأحداث المفبركة، وكل ذلك في سبيل اغتيال السمعة وتشويه الحقيقة. لكن هذه السياسات لا تعبر عن قوة السلطة بل عن ضعفها، عن انعدام مشروعها، وعن مأزقها الأخلاقي والسياسي الذي يتفاقم يوماً بعد آخر. لكن على هذه السلطة، إن كان فيها بقية من بصيرة، أن تدرك أن سياسات الكذب والتضليل والتشويه لا تصنع شرعية، ولا تبني وطناً قابلاً للحياة. عليها أن تعي أن استمرار هذا المسار ليس إلا تمهيداً لانفجار شامل، قد لا يُبقي على شيء. فالشعوب التي تُحاصر في كرامتها وتُطعن في شرفها وتُداس حقوقها، لن تظل إلى الأبد تحت المقصلة صامتة. التعقل اليوم بات ضرورة وجودية، وليس خياراً سياسياً. مراجعة السلوك، إعادة بناء الجسور مع الناس، احترام القيم الوطنية، والتخلي عن عقلية التشويه والتخوين، هو الطريق الوحيد لتجنب السقوط الحتمي في الهاوية. فالوطن لا يُحكم بمنطق التشهير والكراهية، بل بمنطق العدالة والإنصاف. التاريخ لا يرحم، وحين يدون صفحاته الأخيرة عن هذه المرحلة، لن يذكر سوى من حاول أن يوقظ الضمير قبل فوات الأوان. ـــــــــــــــــــــ المقاله لأ تعبر بالضرورة عن رأي موقع أجراس- اليمن الاخباري بل تعبر عن راي صاحبها حصريا
قد يهمك ايضاً
كيف يقود الكذب ...وطنًا إلى الهاوية؟"
اليمن يقصف "بن غوريون" والنقب وأم الرشراش: تهديدات جديدة وتحذير تطلقها صنعاء للشركات العالمية..
عضو السياسي الاعلى الفريق السامعي: العدوان الصهيوني على سوريا عمل إجرامي جبان والرد عليه يكون بالمقاومة ووحدة الصف.. تفاصيل))
حرب السويداء: إسرائيل تدخل عسكريًا في سوريا تحت غطاء حماية الدروز.. وغارات تضرب دمشق ودرعا (تفاصيل اكثر)
"كمائن حماس الدامية تُفاجئ إسرائيل في غزة: خمسة قتلى وتحوّل تكتيكي يعيد الحرب إلى نقطة الصفر"
ما لم تُعلنه واشنطن: "ذو الفقار" الإيراني يُسقط أقوى أعين أمريكا في قاعدة العديد.. تفاصيل عن "القبة الجيوديسية"
قوات الباسيج الإيرانية والاستهداف الإسرائيلي لها اليوم ...فما هي قوات "الباسيج"؟ تفاصيل اكثر))
القرآن لا يُلزم المسلمين بذبح الأنعام في عيد الأضحى.. الحكيمي يوضح..
صنعاء تستنجد بالأمم المتحدة..ووزير خارجيتها : الرياض تمارس انتهاكات جسيمة بحق المغتربين اليمنيين..
خروج واسع بالعاصمة صنعاء في مسيرة "نصرة لغزة .. مسيراتنا مستمرة وعملياتنا متصاعدة"