حرب السويداء: إسرائيل تدخل عسكريًا في سوريا تحت غطاء حماية الدروز.. وغارات تضرب دمشق ودرعا (تفاصيل اكثر)

7/17/2025 4:59:49 PM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

15

حرب السويداء: إسرائيل تدخل عسكريًا في سوريا تحت غطاء حماية الدروز.. وغارات تضرب دمشق ودرعا (تفاصيل اكثر)





حرب السويداء: إسرائيل تدخل عسكريًا في سوريا تحت غطاء حماية الدروز.. وغارات تضرب دمشق ودرعا (تفاصيل اكثر)

الاربعاء 16 يوليو ـ 2025م
تقرير// أجراس- اليمن-الاخباري// 
تشهد محافظة السويداء السورية تصعيدًا خطيرًا بين الميليشيات العشائرية البدوية المدعومة من النظام السوري، وبين الفصائل الدرزية المسلحة التي تسعى لحماية مناطقها، في وقت باتت فيه إسرائيل طرفًا مباشرًا في المواجهة عبر تدخل عسكري غير مسبوق في العمق السوري.

اندلعت الشرارة الأولى حين أقدمت ميليشيات بدوية سنية على خطف أحد أبناء الطائفة الدرزية بعد نصبها حاجزًا على الطريق الرئيسي بين السويداء ودمشق، في خطوة اعتبرها الدروز اعتداءً مباشرًا على أمنهم وكرامتهم. ردّت الفصائل الدرزية المسلحة، وعلى رأسها "قوات شيخ الكرامة" و"رجال الكرامة"، بهجمات مضادة أشعلت صدامات دامية تخللها خطف متبادل وإعدامات ميدانية.

النظام السوري تحرك بدوره عبر إرسال تعزيزات عسكرية مدججة بالمدرعات، شاركت في اقتحام المناطق الدرزية إلى جانب الميليشيات البدوية، وسط اتهامات بتواطؤ الحواجز الأمنية وتسهيل مرور المهاجمين، ما جعل السويداء بؤرة مفتوحة لحرب طائفية مصغرة.

إسرائيل وجدت في هذا التصعيد فرصة لتكريس نفوذها جنوب سوريا، وأعلنت صراحة تدخلها لحماية الطائفة الدرزية. وبدأ الطيران الإسرائيلي تنفيذ سلسلة من الغارات الجوية استهدفت مواقع الجيش السوري في دمشق والسويداء، بل وتمددت الضربات إلى محافظة درعا حيث أعلنت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن غارات استهدفت محيط الطريق الدولي هناك.

الخارجية السورية سارعت بإدانة "العدوان الإسرائيلي" بأشد العبارات، معتبرة أن الاعتداء استهدف "مؤسسات حكومية ومنشآت مدنية في دمشق والسويداء"، واصفة الضربات بأنها "خرق فاضح لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي الإنساني".
وأكدت الخارجية أن ما جرى يأتي ضمن "سياسة ممنهجة للكيان الإسرائيلي لإشعال التوتر والفوضى وتقويض الأمن في سوريا"، محمّلة إسرائيل مسؤولية التصعيد، مع التأكيد على "حق سوريا في الدفاع عن أرضها وشعبها بكافة الوسائل المشروعة وفق القانون الدولي". كما دعت دمشق المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان الإسرائيلي المتكرر".

هذا التصعيد ليس معزولًا عن سياق استراتيجي أوسع. فمنذ سقوط النظام السوري فعليًا نهاية 2024، عززت إسرائيل وجودها داخل سوريا بإنشاء منطقة عازلة تمتد من 15 إلى 60 كيلومترًا داخل العمق السوري، تغطي مساحات بين 370 إلى 600 كيلومتر مربع، وأقامت خلالها عشرات القواعد العسكرية في مناطق استراتيجية بالقنيطرة ودرعا.

أهداف إسرائيل تتجاوز حماية الدروز؛ فهي تمهّد لمشروع "ممر داوود" الذي يربطها برًا بالحدود الإيرانية عبر سوريا والعراق، بما يسمح لها بفتح مواجهة مباشرة مع طهران. كما تخطط لضم تدريجي للمناطق التي تسيطر عليها عبر استفتاء تقرير مصير قد يبرره دروز المنطقة باعتباره ضمانة لحمايتهم من أي استهداف مستقبلي.

الصراع في السويداء يعكس هشاشة الدولة السورية في ظل غياب جيش وطني قوي، ويفتح الباب أمام مشاريع إقليمية تُرسم بالقوة على حساب السيادة السورية، في مشهد يهدد بإعادة رسم خريطة الجنوب السوري بالكامل لصالح قوى خارجية.