7/15/2025 11:41:50 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
14
بين ناطحات الطين وأزمات السياسة: الفريق سلطان السامعي يجلد الساسة: هكذا يجلس الحاكم مع شعبه بلا حراسة ولا خوف!
بين ناطحات الطين وأزمات السياسة: الفريق سلطان السامعي يجلد الساسة: هكذا يجلس الحاكم مع شعبه بلا حراسة ولا خوف! الاثنين 14 يوليو ـ 2025م صنعاء خاص -أجراس -اليمن قراءة تحليلية لمقال الفريق سلطان السامعي (" تحت عنوان "الحكمة تميز الناس.. والتواضع سلوك المسؤولين".) في زمن باتت فيه كتابات الساسة تفتقر إلى الروح، وتتحول إلى بيانات ميتة لا تصافح وجدان الشعوب، يظل هناك استثناءات نادرة... استثناءات لم تتلوث أقلامها بلغة الخشب أو حسابات المصالح. في اليمن، كان الفريق سلطان السامعي أحد هؤلاء القلائل الذين ظلوا يحتفظون في خطابهم بقلب المثقف وضمير الوطني، حتى وهو يخوض معترك السلطة والسياسة. في عام 1990، كتب السامعي مقالاً نادراً عن حضرموت، نشره في صحيفة "المستقبل" تحت عنوان "الحكمة تميز الناس.. والتواضع سلوك المسؤولين". لكنه لم يكن مجرد مقال أو وصف لرحلة مسؤول زار حضرموت، بل كان أشبه بوثيقة ثقافية وإنسانية تتأمل في عمق الهوية اليمنية، وتستشرف المصير الذي كان يتهددها... وما زال. بعد أكثر من ثلاثين عامًا، يظل هذا النص حاضراً كدرس بليغ في الوطنية، كاشفاً لأزمة العلاقة بين الحاكم والمحكوم، بين السلطة والمجتمع، بين الجغرافيا التي تنسى، والقيم التي تُهدر. هنا نعيد قراءة هذا المقال، ليس لاستذكار التاريخ، بل لاستخلاص دروس الحاضر واستشراف المستقبل. 🔘حين يكتب السياسي بعين المثقف ووجدان الوطني في الغالب، يكتب المسؤولون بتعابير مجففة من المعنى، تختنق بين لغة التقارير والبيانات التي لا تشبه الناس ولا تعرف وجعهم. لكن سلطان السامعي، في مقاله عن حضرموت، اختار أن يكتب بقلب المثقف وروح الوطني، فكان صوته أقرب إلى نداء محب للوطن منه إلى سجل زيارة رسمية. كتب الفريق السامعي: "الحكمة تميز الناس.. والتواضع سلوك المسؤولين. والسلطة التي تخشى الناس ليست سلطة حقيقية، بل قناع هش يخفي الخوف من ظلم قد فُعل، أو حق قد سُلب". كانت هذه الكلمات، وقتها، أشبه بصفعة على وجه ثقافة سياسية تتعالى على الناس، وتبني بين المسؤولين والشعب جدراناً من الحراسة والخوف. 🔘حضرموت.. القلب الذي يضخ الحياة في الجسد اليمني لم يرَ السامعي في حضرموت مجرد محافظة يمنية شرقية تعج بالمدن والأسواق، بل رآها قلب اليمن الثقافي والحضاري. في كل مدينة من مدنها، قرأ السامعي فصلاً من تاريخ الإنسان اليمني الذي عرف كيف يبني حضارة بالطين، ويمد جسور التجارة والأخلاق إلى أقاصي الأرض. عن شبام، كتب السامعي: "في شبام، رأيت ناطحات السحاب الأولى في العالم، مبنية من طين، لكنها تقف شامخة تناطح السحاب، وتعلمنا درساً في كيفية تطويع المادة البسيطة لصناعة عظمة تدوم". وعن تريم:"تريم ليست مدينة عادية... إنها مدينة الكتب والمآذن، مكتباتها تضج بالمخطوطات النادرة، لكنها أيضاً تئن تحت وطأة الإهمال، كأن الزمن هناك يتهدد الذاكرة بالضياع". وعن المكلا، سيئون، الشحر... لكل واحدة من تلك المدن، لدى السامعي قصة عن تجار حضرموت الذين نشروا الإسلام لا بالسيف، بل بالأخلاق والتجارة. 🔘السلطة ليست جدراناً ولا مواكب لم يكتفِ السامعي بوصف الجغرافيا، بل أرسل نقده العميق للسلطة من خلال استذكار مشهد نادر، حين جلس محافظ حضرموت آنذاك أحمد عبد الله المجيدي مع المواطنين تحت خيمة في بادية حضرموت، دون حراسة أو حواجز. كتب السامعي:"رأيت المسؤول بينهم، بلا حراسة ولا استعلاء، ضاحكًا معهم، مستمعًا لهم... الحاكم الذي لا يحتاج حراسًا، هو الذي لم يظلم الناس". تلك الصورة التي رواها السامعي قبل أكثر من ثلاثة عقود، أصبحت اليوم أقرب إلى الحلم. فالمسؤول اليوم محاط بالجند والمرافقين، يقطع الطرقات، يخشى صوت المواطن أكثر مما يخشى صوت الرصاص. 🔘دروس ما زالت معلقة اليوم، تعود نبرة السامعي لتطرق أبواب وعينا السياسي والاجتماعي. فحضرموت التي كتب عنها بعيون محبة، لم تعد فقط مهددة بالإهمال، بل بالتجاذب السياسي والنفوذ الإقليمي، في بلد تتنازع عليه المليشيات، وتقتله الحواجز بين الحاكم والمحكوم. كتب الفريق السامعي في ختام مقاله:"حضرموت ليست جغرافيا تُزار ثم تُنسى، بل هي دروس في بناء الإنسان والمجتمع. والحكمة وحدها قادرة على أن تجعل الوطن أكبر من النزاع، والتواضع هو ما يصنع مسؤولاً يستحق أن يحكم". 🔘ناطحات الطين وشاهدة التاريخ بين شبام وتريم والمكلا، تظل ناطحات الطين شامخة، تقاوم الزمن والانهيار، في حين يتهاوى مشروع الوطن في أيدي سياسيين لا يعرفون سوى لغة السلاح والخوف. وهنا يتساءل القارئ مع السامعي: إذا كان الحضرمي قد بنى حضارة من الطين دامت قرونًا، فماذا فعل السياسيون باليمن الحديث؟ وكيف عجزوا عن صيانة ما تبقى من روح في جسد البلاد؟ إن أعظم الرحلات ليست تلك التي تقطعها الأقدام، بل تلك التي تعيد اكتشاف جوهر الإنسان حين يكون بسيطًا، متواضعًا، شريفًا."حضرموت تظل هناك... أيقونة الحكمة، والتاريخ، وناطحات الطين التي تروي قصة الإنسان اليمني... لكنها تنتظر من يعيد قراءة صوتها، لا بحسابات الجغرافيا، بل بعيون القلب والإنسانية" — سلطان السامعي، 1990. 🔘أخيراً: بعد أكثر من ثلاثين عامًا على مقال سلطان السامعي عن حضرموت، يمكننا القول إن اليمن عالق في المفارقة ذاتها: مفارقة بلد غني بالهوية والتاريخ، فقير في تجاربه السياسية وحكامه. ما أشار إليه السامعي من قيم الحكمة والتواضع لم يتحول إلى منظومة حاكمة، بل ظل استثناء في بلد تزداد فيه الهوة بين السلطة والمجتمع يوماً بعد يوم. لقد تحولت السلطة إلى أسوار أمنية، واختزل المسؤولون علاقتهم بالناس في جُمل رنانة تخلو من المعنى الحقيقي للمسؤولية. أما المواطن، فصار يتعامل مع الدولة كما يتعامل مع الخصم أو الغريب. وحضرموت، التي مثلت في رؤية السامعي قلب اليمن النابض بالحضارة، أصبحت اليوم ميداناً للتجاذب الإقليمي والصراع على الثروات، بعدما كانت حاضنة للقيم والتجارة والعمارة والفكر. ما كتبه الفريق السامعي لم يكن انطباع رحلة أو حنيناً عابراً، بل رؤية ثقافية وسياسية لو تم البناء عليها، لربما كنا أمام يمن مختلف. اليوم، يبدو من الضروري أن تعود تلك الرؤية إلى الواجهة، وأن يدرك الساسة أن بناء الأوطان يبدأ من ترميم علاقة الحاكم بالمحكوم، ومن استلهام الحكمة من حضرموت لا من سلاح المليشيات. وهكذا يظل سؤاله معلقاً في الزمن: هل يمكن لحضارة الطين أن تُلهِم صانعي القرار في اليمن كيف يبنون وطناً يدوم... لا سلطة تنهار؟
قد يهمك ايضاً
بين ناطحات الطين وأزمات السياسة: الفريق سلطان السامعي يجلد الساسة: هكذا يجلس الحاكم مع شعبه بلا حراسة ولا خوف!
الفريق السامعي يقرع جرس الإنذار في وجه الفاسدين...سنحاسبكم قريباً
فساد ينهش أجنحة اليمنية: نصف مليون دولار بدلات سفر ترفيهي لقيادات الشركة واتهامات بـ"تصفية ممنهجة"(وثائق)
"كمائن حماس الدامية تُفاجئ إسرائيل في غزة: خمسة قتلى وتحوّل تكتيكي يعيد الحرب إلى نقطة الصفر"
ما لم تُعلنه واشنطن: "ذو الفقار" الإيراني يُسقط أقوى أعين أمريكا في قاعدة العديد.. تفاصيل عن "القبة الجيوديسية"
في ظل إسكات صوت المعارضة وشرعنة الإقصاء السياسي"تونس.. تقضي بسجن زعيم الإخوان الغنوشي 14 سنة بتهمة التآمر على أمن الدولة..
قوات الباسيج الإيرانية والاستهداف الإسرائيلي لها اليوم ...فما هي قوات "الباسيج"؟ تفاصيل اكثر))
القرآن لا يُلزم المسلمين بذبح الأنعام في عيد الأضحى.. الحكيمي يوضح..
خروج واسع بالعاصمة صنعاء في مسيرة "نصرة لغزة .. مسيراتنا مستمرة وعملياتنا متصاعدة"
مسيرة مليونية بالعاصمة صنعاء تحت شعار " ثبات مع غزة وجهوزية واستنفار في مواجهة العدوان"