حوار عصابات لا نخب..هذا ما يجري في مسقط!!!

7/6/2025 4:08:42 PM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

23

حوار عصابات لا نخب..هذا ما يجري في مسقط!!!



العامري|حوار عصابات لا نخب..هذا ما يجري في مسقط!!!
السبت 05 يوليو ـ 2025م
مقالات أجراس- اليمن 
بقلم: طه العامري

من يتابع خطاب أطراف الصراع في اليمن، لا بد أن يصاب بالذهول والرعب، مما قد تخبئه الأيام لوطنٍ تشير كل شواهد راهنه إلى أنه أفلس من أهل "العقول"، ويعاني من حالة تصحر ذهني في أوساط نخبته النافذة، وجدب فكري يهيمن على قراراتها، وضبابية في الرؤية تمنعها من استشراف المستقبل، بينما هزمها العجز عن فهم الحاضر والتعاطي معه.

خطاب هذه الأطراف لا يوحي إطلاقًا أنهم ينتمون لوطن واحد، أو أنهم عاشوا فيه لآلاف السنين، بل إن مفرداتهم المتبادلة تفوق في حدتها لغة الكراهية التي يستخدمها العرب ضد عدوهم الصهيوني.
ولست مبالغًا إذا قلت إن هذه الخطابات المتبادلة بينهم، أكثر تطرفًا وقسوة من تلك التي تُوجه ضد الخصوم الخارجيين إن وجدت، ما يؤكد عمق الفجوة واتساع الهوة بين فرقاء الوطن الواحد.

فقد أغلق كل طرف نوافذ التفاهم، وجففت خطاباتهم أي أمل في الحوار، وأصبح حلم الاتفاق مجرد سراب في صحراء قاحلة تحترق بشمس حارقة.

لم نعد نجد "عقلًا راشدًا" يمكن الاتكاء عليه. وإن وُجدت أصوات عاقلة هنا وهناك، فإنها سرعان ما تُغيب وتُقمع تحت ضجيج الطبول التي تقرع للحقد والكراهية والثأر، حيث لم يعد هناك من يسمع صوت العقل – لا من الطرف الآخر، ولا حتى من داخل الصف الواحد.

اليوم، الكل يحصر اهتمامه في ذاته، ويتجاهل المصلحة الوطنية والشعبية الكبرى، ويُختزل كل شيء في مشاريعهم الضيقة ورغباتهم الأنانية التي باتت الأولوية الوحيدة في معركتهم المفتوحة.

والمؤسف أن أياً من هذه الأطراف لم يقدم نموذجًا يمكن أن يحظى بثقة المواطن، أو يشعره بالأمل والانتماء، أو يمنحه فرصة حقيقية للالتحاق بموكب وطني جامع يبعث الطمأنينة في النفس ويحقق الأمن والاستقرار والتنمية.

لم يُفلح أي طرف في بناء هذه الثقة، لأن الحقيقة التي تتكشف يومًا بعد يوم تشير إلى أن هذا التصعيد في الخطاب والحشد والتجييش ليس من أجل الوطن، بل من أجل تحسين شروط تقاسم النفوذ والمكاسب، وفق قاعدة: "اطلب المستحيل يأتيك الممكن".

لقد تراجع الوطن والشعب في أولويات هؤلاء، ولم يعدا سوى ورقة تفاوض ومادة دعائية تخدم صراع البقاء السياسي لهذه النخب الفاسدة، التي لا ترى في المواطن سوى "كومبارس" في مسرحياتها.

وما يتسرب من كواليس الحوارات غير المعلنة – التي تتم برعاية دولية وإقليمية – يؤكد أن ما يجري خلف الأبواب المغلقة لا علاقة له بمعاناة الشعب ولا بمستقبل الوطن، بل هو صراع على الحصص والمكاسب ومواقع النفوذ في سلطة الغد.

فعلى طاولات الحوار لا وجود لاتهامات "الرافضة والمجوس"، ولا لتخوينات "المرتزقة والعملاء"، ولا لصراع "الملكي والجمهوري"، ولا لقضية "الانفصال أو الوحدة". بل الجميع يتحول إلى "يمنيين شركاء"، يتفاوضون بهدوء على السلطة والثروة.

هذا ما كشفته تسريبات مقربة من المبعوث الأممي، الذي أدار مؤخرًا حوارًا مباشرًا وغير معلن في العاصمة العُمانية "مسقط"، برعاية دولية.

... وللموضوع صلة.

صنعاء – فجر 5 يوليو 2025م



ــــــــــــــــــــــــ
المقالة لا تعبر عن راي الموقع الاخباري أجراس- اليمن بل تعتبر عن رأي كاتبها حصرياً