7/6/2025 4:53:00 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
24
هؤلاء خانوا الثورة.. وذبحوا المشروع..!!
هؤلاء خانوا الثورة.. وذبحوا المشروع..!! السبت 05 يوليو ـ 2025م مقالات أجراس- اليمن بقلم| ماجد ـ الهريش في لحظات التحول من الثورة إلى السلطة، يواجه أي مشروع تحرري خطر التآكل من الداخل. فالعدو الذي يُحاربك من الخارج واضح ومحدد، أما الذي ينخر مشروعك من الداخل، ويتحدث باسمك، ويأكل من جسدك السياسي باسمك، فهو الأخطر والأكثر فتكاً. وفي المشهد اليمني اليوم، تبدو جماعة أنصار الله أمام لحظة فارقة، لا لأن خطر الخارج أقوى، بل لأن "خناجر الداخل" باتت أقرب إلى قلب المشروع الثوري الذي رفعت رايته، قبل أن تتحول بعض رموزه إلى جزء من معادلة الترف والفساد والانفصال عن الناس. حين تتحول الثورة إلى سلطة، يبدأ الاختبار الحقيقي. فالثورات التي لا تراجع مسارها، وتغفل عن محاسبة ذاتها، تُهزم لا من الخارج فقط، بل من داخلها أولاً. والمشكلة لا تكمن فقط في الخصوم، بل في صمت الحلفاء، وفي ترف الذين نسوا كيف كانت البداية، وكيف وُلد المشروع من رحم الجوع والدموع وأصوات المقهورين. لقد تحولت بعض وجوه المشروع إلى رموز للامتيازات لا للثورة، وانشغلت بنفخ صورتها في الإعلام على حساب الغرق في واقع الناس. أما أولئك الذين صعدوا من ميادين الشوارع وارتفعت أصواتهم في لحظات النضال الصادق، فقد تم إسكاتهم لصالح أبواق تمارس التبرير لا التنوير، والإنكار لا الإصلاح. والأخطر من ذلك، أن بعض القيادات باتت تتعامل مع النقد كخيانة، ومع الاختلاف كعداء، ومع المراجعة كضعف. وهذا ما يُنذر بالخطر الكبير، لأن أي مشروع لا يُراجع نفسه، لا يُحاسب فاسديه، ولا يُصغي إلى صرخة الناس، سيُدفن بيد أبنائه لا بسيوف خصومه. اليوم، هناك غضب شعبي صامت أحياناً وصاخب أحياناً أخرى، يعبر عن خيبة كبيرة. لم يعد الناس يرون في أنصار الله الامتداد الثوري الذي انتظروا منه العدل. بات كثيرون يشعرون أن المشروع اختُطف، وأن الدماء التي سالت باتت سلعة في بورصة المصالح، يُتاجر بها البعض ممن اغتنوا على حساب المعاناة، وتضخموا على حساب القواعد التي صنعت شرعية المشروع. فالصمت عن الفساد هو تواطؤ. والمديح الزائف في وجه الفشل هو خيانة. والاستمرار في تجاهل النداءات المخلصة من الداخل هو الطريق الأقصر للانفصال التام عن الشارع، ومن ثم انهيار ما بقي من الثقة والمشروعية. فهل يعقل أن يُحارب المشروع نفسه من داخله؟ الإجابة المؤلمة: نعم. فحين يتم تغييب صوت الشارع، ويُستبدل بالحسابات البنكية والصفقات، تتحول حركة التحرر إلى مؤسسة جامدة، لا ترى إلا وجهها في المرآة، وتُحاصر ذاتها بخطابٍ مُعلّب، وتُنصّب نفسها وصياً أبدياً على الوطن، رافضة أي نقد تحت ذريعة "المؤامرة". الفساد، المحسوبية، الرداءة في تقديم الخدمات… ليست سوى ملامح سطحية لأزمة أعمق، أزمة تضرب في قلب المنهجية التي تُدار بها البلاد. إنها أزمة في الفكر، وفي منطق الحكم، في غياب الرؤية الاستراتيجية، والارتهان لخطاب يُقدّس الوجوه ويؤلّه القيادات، حتى حين تسقط وتفشل وتخذل من وضعتهم في موقع الأمل. وفي عالم السياسات لا أحد معصوم. لا توجد جماعات من "الملائكة"، ولا رموز لا تُنتقد. من هنا، فإن على جماعة أنصار الله أن تمتلك الشجاعة الكاملة لوضع مشرط النقد الذاتي على جسدها التنظيمي والسياسي. أن تستعيد بوصلتها باتجاه الناس، أن تُطهر صفوفها من المنتفعين، أن تعود إلى النقاء الثوري الذي ميّز بداياتها. فإن لم تفعل، فإن التاريخ لن يتأخر في إصدار حكمه، وسيسجّل أن المشروع الذي وُلد من رحم الثورة، مات اختناقًا بيد أولئك الذين نسوا كيف بدأ، وأين يجب أن ينتهي. فإن لم تقوم بمراجعة نفسها فإنها لا تخون فقط تضحيات من قضوا، بل تُمهّد لانهيار مشروع وُلد من رحم الثورة، وسيموت بخنجر من داخله. وحدها العودة إلى الجذور، إلى النقاء الثوري، إلى ضمير الشهيد حسين بدر الدين الحوثي الذي كان صوتاً للحق في وجه السلطة والمال والظلم، يمكن أن تُعيد للمشروع بريقه. وإلا فإن التاريخ لا يرحم، وسيُقال يومًا: «هؤلاء خانوا الثورة التي أنجبتهم، وخذلوا الشهيد الذي ألهمهم، وذبحوا المشروع بسيوف أبنائه لا سهام أعدائه». {والعاقبة للمتقين}
قد يهمك ايضاً
حوار عصابات لا نخب..هذا ما يجري في مسقط!!!
اليمن بين مطرقة الحوثي وسندان الشرعية.. كارثة قادمة ما لم يتراجع الطرفان..والشنقيطي يدق ناقوس الخطر ..؟!!
"جيل بلا مدارس.. ووطن بلا مستقبل"التعليم في اليمن: تدمير منظم لعقول الغد" تقرير))
الضربة التي أصابت الثقة: حين يُقصف المشروع النووي في الوعي قبل الخرسانة"
صفقة إنها الحرب على غزة: إسرائيل تقترب من مكافآت تاريخية..السعودية وعُمان على خط التطبيع مع تل أبيب!؟
طهران والظل النووي: لعبة الغموض المحسوب ..هل لحظة الحقيقة تقترب ؟!
قوات الباسيج الإيرانية والاستهداف الإسرائيلي لها اليوم ...فما هي قوات "الباسيج"؟ تفاصيل اكثر))
القرآن لا يُلزم المسلمين بذبح الأنعام في عيد الأضحى.. الحكيمي يوضح..
مسيرة مليونية بالعاصمة صنعاء تحت شعار " ثبات مع غزة وجهوزية واستنفار في مواجهة العدوان"
مَاذَا أَصَابَ الأُمَّةَ الإسْلامِيَّةَ مِنْ فُتُورٍ وَهُزَالٍ وغِيَابِ وَعْيٍ تُجَاهَ مَا يَحْدُثُ مِنْ جَرَائِمَ وحَشِيَّةٍ فِي قِطَاعِ غَزَّةَ ؟ البروفيسُور/ عَبْدِ العَزِيزِ صالح بن حبتُور