القاضي أحمد الخبي: "أصوات الحق تُغتال.. وفتنة ريمة كشفت العفن المتراكم"

7/3/2025 6:44:43 PM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

24

القاضي أحمد الخبي: "أصوات الحق تُغتال.. وفتنة ريمة كشفت العفن المتراكم"



القاضي أحمد الخبي: "أصوات الحق تُغتال.. وفتنة ريمة كشفت العفن المتراكم"

الاربعاء 02 يوليو ـ2025م
مقالات// أجراس- اليمن-الاخباري//

قرأت منذ البارحة منشورات وتعليقات لعدد من الإخوة، تتضمن تساؤلات عن موقف الرفاق الأحرار إزاء الفتنة المؤلمة التي وقعت في محافظة ريمة، والتي انتهت بمأساة أليمة وجرح غائر سيظل مفتوحًا لسنوات.

وبينما لا أتحدث هنا بلسان أحد، ولا أنطق باسم أي طرف، فإنني أكتب لأوضح ما غاب عن كثيرين.

منذ سنوات، وبعد سيطرة أنصار الله على السلطة، تبنينا خطابًا وطنيًا خالصًا، لا ولاء فيه إلا لله والوطن، نحمل همّ الناس وننتقد مكامن الخلل، ونجاهر بالنصح من أجل إصلاح الأداء، لا نبتغي من ذلك منصبًا ولا مكسبًا. وقد أدرك الشرفاء في السلطة صدق مواقفنا، وعقدنا معهم اجتماعات لمعالجة قضايا مصيرية، وقدمنا فيها الأدلة والوثائق، وكنا حريصين على لغة جامعة ومصلحة وطنية.

لكن حين ضاقت تلك القوى الفاسدة بمواقفنا، وهي القوى التي تغولت على مؤسسات الدولة وأفسدت بنيتها، بدأت حرب التشويه. أُنشئت منصات إعلامية للنيل من الشرفاء، وبُثت الأكاذيب لتخويف الناس، وتم تصفية بعض الأصوات جسديًا، والتنكيل بآخرين في شرفهم وعرضهم. وحين غابت القدرة على قول كلمة الحق، آثر كل منا الصمت لحماية نفسه.

أما عن فتنة ريمة، فإننا نؤكد أن من كانوا حول الشيخ صالح حنتوس، من ذوي السلوك المنحرف والعجرفة، هم أحد الأسباب الرئيسية في اندلاع الفتنة. ونبرأ إلى الله من كل من دعا لفتنة أو رفع السلاح في وجه السلطات، مؤكدين أن المواجهة المسلحة لا تؤدي إلا لمنكر أعظم. ونتحمّل بصراحة دعاة الفتنة مسؤولية ما جرى، وندعو للضحايا من الطرفين بالرحمة.

نؤمن أن السلطة، لو تركت المزوبعين جانبًا، وتدخل عقلاؤها لحل القضية، لأمكن تجنب إراقة الدماء. والحقيقة التي يجب أن تقال: أن فردًا واحدًا لا يمكن أن يقلب الطاولة، ولكن السلوك المنحرف لقوى الفساد داخل السلطة قد يفعل ذلك، بل ويدفع الناس بعيدًا عنكم أكثر من ألف "حنتوس".

نحذّر بصدق، وبلا مواربة، أن شحنات النفط المغشوش، والمبيدات السامة، والانفلات من القانون، هي الأخطر عليكم من كل صوت معارض. وإن لم تتداركوا هذا الخطر، فأنتم تدفعون بأنفسكم إلى الهاوية.

وندعو السلطة إلى معالجة القضية بشفافية، وجبر الضرر، ومحاسبة المتسببين أيًا كانوا، واتباع النظام في مثل هذه الحوادث، كي لا تتكرر المأساة.

في الختام، دعوتنا للجميع: ضعوا السلاح جانبًا، وابدأوا حوارًا وطنيًا جادًا، مبنيًا على أسس العدالة والمواطنة، يكفل حق الجميع في اختيار حكّامه، ويؤسس لدولة مدنية عادلة كما حلم بها الشهيد أحمد شرف الدين.

ارفعوا أيديكم عن الخارج، وتحرروا من ارتهانكم له، فقد رأيتم بأعينكم كيف أهانكم الأجنبي وسلبكم كرامتكم. كنا نحذّركم من البداية، لكنكم أبيتم إلا أن تتبعوا مصالحكم الشخصية، حتى ضاعت القضية الوطنية من وجدانكم.

هذه كلمتي، شهادة لله وللتاريخ، أبرئ بها ذمتي، والله يعلم ما في القلوب. ومن نكث فإنما ينكث على نفسه.

اللهم قِ اليمن شر الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وارحم شهداءه، وثبّت المجاهدين في فلسطين، واشركنا في جهادهم بالقول والعمل والمال، بفضل الصلاة على محمد وآله.