بين الجعدبي والصبري ...هل تحاول "قناة المسيرة" تبرئة السعودية من الأزمة الاقتصادية؟

7/2/2025 4:36:24 PM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

16

بين الجعدبي والصبري ...هل تحاول "قناة المسيرة" تبرئة السعودية من الأزمة الاقتصادية؟



بين الجعدبي والصبري ...هل تحاول  "قناة المسيرة" تبرئة السعودية من الأزمة الاقتصادية؟

الثلاثاء 01 يوليو _2025م
مقالات أجراس- اليمن 

السعودية والمرتزقة.. من يملك القرار الاقتصادي في اليمن؟

بقلم: عبدالله فيصل

في حلقة حديثة بثّتها قناة المسيرة، تناول البرنامج تدهور الوضع الاقتصادي في اليمن، مستضيفًا السفير السابق عبد الله الصبري (سفير اليمن في سوريا)، والخبير الاقتصادي سليم الجعدبي.

ومن خلال متابعة فقرات الحلقة، بدا واضحًا أن القناة تواصل الترويج لرواية تُحمّل ما تُعرف بحكومة المرتزقة كامل المسؤولية عن الانهيار الاقتصادي في البلد. وهي ذات الرواية التي تبناها السفير الصبري، محمّلًا المرتزقة المسؤولية المطلقة عما آلت إليه الأوضاع.

غير أن مداخلة الخبير الاقتصادي سليم الجعدبي حملت طرحًا مغايرًا وأكثر عمقًا؛ إذ أشار إلى أن السعودية هي الطرف الرئيسي في معادلة السيطرة الاقتصادية، والمرتزقة لا يتعدون كونهم أدوات تنفذ توجيهات الرياض. واستشهد الجعدبي بخطاب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لا سيما عند تصريحه الشهير "البنوك بالبنوك"، حين ظهرت نبرة تهديد مباشرة للسعودية، وتوقف بعدها التصعيد. وهو ما يعزز، بحسب الجعدبي، أن الحل لا يمكن أن يكون بمخاطبة أدوات لا تملك قرارها، بل بالذهاب مباشرة إلى من يحرك الخيوط.

اللافت في الحلقة أن المذيع بدا متحفّظًا تجاه هذا الطرح، وشرع بمقاطعة الجعدبي أكثر من مرة، محاولًا العودة إلى الخطاب المعتاد بتحميل المرتزقة كل ما يحدث، مع مقارنات سطحية من قبيل "الوضع عندنا أفضل من عندهم"، دون الغوص في عمق الأسباب البنيوية للأزمة الاقتصادية.

ما يخشاه المتابعون — وأنا منهم — هو أن يُقصى صوت الجعدبي من المنابر الإعلامية بسبب طرحه الصريح، في ظل بيئة إعلامية لا تميل عادة لمساءلة السعودية بشكل مباشر، وتكتفي بتوجيه السهام إلى واجهات ضعيفة لا تملك سلطة القرار.

خلاصة القول:

قد يطول زمن التبريرات، لكن الحقيقة ستفرض نفسها في نهاية المطاف. فالسعودية، بحكم موقعها ودورها، ستجد نفسها مضطرة عاجلًا أو آجلًا إلى كبح أدواتها، سواء بطريقة مباشرة أو تحت ضغوط داخلية وخارجية. أما محاولات تبرئتها، فلن تصمد أمام الحقائق، ولن تخفف من معاناة الشعب اليمني الذي يعرف جيدًا من يمسك بمفاتيح أزمته.

من صفحة الكاتب فيسبوك