7/1/2025 11:27:19 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
24
التميمي يكتب: "الخراب العربي بين شماعة إيران وحقيقة الفاعلين"
التميمي يكتب: "الخراب العربي بين شماعة إيران وحقيقة الفاعلين" السبت 28 يونيو 2025م مقالات أجراس – اليمن الإخباري بقلم: أيوب التميمي في زمنٍ تتبدّل فيه الحقائق وتُصاغ فيه الروايات على مقاس المصالح، بات من السهل أن نحمّل إيران وحدها وزر كل الخراب الذي اجتاح المنطقة من المحيط إلى الخليج. تُصوَّر كأنها الشيطان الأوحد، ويُغفل ـ عن قصد أو جهل ـ دور أطراف إقليمية أخرى مارست، ولا تزال، سياسات تفتيت الأوطان العربية بأدوات المال والسلاح والإعلام. لكن السؤال الجوهري الذي لا يُطرح بما يكفي: هل إيران هي فعلاً المصدر الأول لهذا الخراب، أم أنها تحوّلت إلى "شماعة" نعلّق عليها إخفاقاتنا، بينما يُمنح الفاعلون الحقيقيون صكوك الغفران ووسام البراءة؟ هذه المقالة لا تسعى لتبرئة إيران، بل لاستعادة التوازن في النقاش، وفهم المشهد الإقليمي بكامله، بعيداً عن الضجيج الإعلامي والأحكام المعلّبة. فأي حديث نزيه وموضوعي عن إيران، يجب أن يُقابَل أولاً بسؤال جوهري: من أشعل الفتنة العربية الكبرى؟ من موّل الحروب بالوكالة في سوريا؟ من حوّل ليبيا إلى ساحة تتقاسمها الميليشيات والمصالح؟ من دعم قصف اليمن وحاصره، وساهم في تجويع شعبه تحت لافتة "الشرعية"؟ من أنفق المليارات على تمويل الانقلابات، وشراء الولاءات الإعلامية، وتسليح الجماعات المتطرفة تحت شعارات دينية أو قومية؟ من فتح أبواب الجحيم الطائفي والمناطقي في أكثر من بلد عربي حتى تحوّلت أوطاننا إلى خرائط دمار وخراب وتمزّق؟ الحديث عن خراب الأمة لا يكتمل ما لم نضع الدول العربية الفاعلة أمام مرآة أدوارها، بعيداً عن ثنائية "الشقيق العدو". فبعض أكثر الكوارث التي حلّت بنا لم تأتِ من عدو خارجي، بل من دول عربية امتلكت المال والنفوذ والسلاح، واختارت أن تستخدمها في إعادة رسم المنطقة وفق مصالحها الضيقة، ولو على أنقاض الأوطان. السعودية لم تكن مجرد طرف، بل كانت الممول الرئيسي لحروب الوكالة، وقائدة لتحالفات عسكرية دمّرت دولًا تحت شعارات "استعادة الشرعية". وقد مارست نفوذها المالي والسياسي لإعادة أنظمة استبدادية إلى الحكم، كما حدث في مصر، وسخّرت ثروتها لخدمة مشروع إقليمي يُعيد تشكيل النفوذ لا العدالة. الإمارات لعبت دور الذراع الأمنية في أكثر من ساحة، دعمت ميليشيات انفصالية في اليمن، وأدارت التدخلات في ليبيا من خلف الستار، وهرولت إلى التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ليس فقط باتفاقات، بل بتسليم الأرض والقرار. قطر، وإن ظهرت في البداية كداعمة للثورات، إلا أنها لعبت دورًا مزدوجًا؛ تدير الخيوط من وراء الكواليس، وتوجّه الفصائل بالمال والإعلام، متلاعبةً بحماسة الشعوب لأهداف لا تخدم مشروع الدولة الوطنية ولا مشروع التحرّر. تركيا دخلت المشهد من بوابة "نصرة المظلومين"، لكنها سرعان ما حوّلت المظلوم إلى ورقة تفاوض على الحدود. تدخّلت عسكريًا في سوريا، وتمددت في ليبيا، وكل تحرّك لها كان مشروطًا بمنظورها القومي، لا بمصلحة الشعوب. كل هذه الأطراف ساهمت، بدرجات متفاوتة، في تحويل ربيع الشعوب إلى خريفٍ مديد من الدم والانقسام، تارةً عبر دعم الثورة، وتارةً عبر خنقها، أو تبرير الانقلاب عليها. وكلها اجتمعت في نقطة واحدة. فلا يمكن الحديث عن الإنصاف إن ألقينا اللوم كله على إيران، ولا تُقال الحقيقة كاملة إن تجاهلنا دور من كانوا أقرب جغرافيًا، لكن أشد تأثيرًا في تمزيقنا سياسيًا واجتماعيًا. لم تكن إيران هي من زرعت الفوضى من تونس إلى ليبيا، ومن مصر إلى سوريا واليمن والسودان، تحت عباءة "الثورة" أو "الثورة المضادة". إيران، رغم أدوارها الواسعة، ليست وحدها في مشهد الخراب العربي. فكم من مصيبة جاءت من "الجار الشقيق" لا من طهران! وإنْ لم يُعفِ ذلك إيران من مساءلة حساباتها التوسعية، فإنه يُحتم علينا شيئًا من الإنصاف في الطرح. علينا أن نستعيد ذاكرتنا، ونقرأ الجغرافيا جيدًا، ونواجه الحقائق كما هي، لا كما يصوغها الإعلام المُوجَّه. فالتاريخ لا يُكتب بالنوايا، بل بالأفعال، ولا يُنصف إلا من امتلك شجاعة قراءة كل أوراق اللعبة، لا ورقة واحدة فقط.
قد يهمك ايضاً
بين الجعدبي والصبري ...هل تحاول "قناة المسيرة" تبرئة السعودية من الأزمة الاقتصادية؟
درع إبراهام... حين يصبح العرب خط الدفاع الأول عن إسرائيل! القصة بأبعادها الخطيرة!!
تحليل| دعوة الفريق السامعي: المصالحة الوطنية وإطلاق الأسرى.. بين الرؤية السياسية والحاجة الوطنية
صفقة إنها الحرب على غزة: إسرائيل تقترب من مكافآت تاريخية..السعودية وعُمان على خط التطبيع مع تل أبيب!؟
طهران والظل النووي: لعبة الغموض المحسوب ..هل لحظة الحقيقة تقترب ؟!
ما بعد الاتفاق أخطر من فشله: من يسيطر على اليورانيوم إذا انهار النظام في إيران...الغرب في مأزق؟
قوات الباسيج الإيرانية والاستهداف الإسرائيلي لها اليوم ...فما هي قوات "الباسيج"؟ تفاصيل اكثر))
القرآن لا يُلزم المسلمين بذبح الأنعام في عيد الأضحى.. الحكيمي يوضح..
طبيبة نازحة من تعز تُضرب وتُهتك أمام الكاميرات بمحافظة اب ... والقضاء يُنقذ الجناة.. إلى النائب العام!
مكتب الأشغال بتعز يوضح حيثيات إزالة مخالفة "حوش الشيباني" في شارع شرياني بمنطقة الحوبان..