الحوثي على خط النار.. اللاعب الجديد الذي يُقلق إسرائيل والخليج: "عقدة جيوسياسية" لا يمكن فكّها؟

7/1/2025 7:09:11 PM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

21

الحوثي على خط النار.. اللاعب الجديد الذي يُقلق إسرائيل والخليج: "عقدة جيوسياسية" لا يمكن فكّها؟



الحوثي على خط النار.. اللاعب الجديد الذي يُقلق إسرائيل والخليج: "عقدة جيوسياسية" لا يمكن فكّها؟


صنعاء // خاص – أجراس اليمن
(تقارير وحوارات)

في ظل تصاعد المواجهات بين إيران وإسرائيل، والتي أعادت تشكيل الخارطة الجيوسياسية في الشرق الأوسط، برزت اليمن فجأة كفاعل إقليمي غير تقليدي، يمسك بزمام تأثير فعلي في واحدة من أعقد مناطق الصراع في العالم.

أنصار الله (الحوثيون)، الذين كانوا يُنظر إليهم سابقًا كفصيل محلي متمرد، باتوا اليوم قوة إقليمية ذات وزن ثقيل، تمتلك أدوات تأثير استراتيجية تتجاوز حدود اليمن، خصوصاً بعد بسط نفوذهم على جزء كبير من البحر الأحمر، أحد أهم الممرات التجارية البحرية عالمياً.

هذا التمدد الجيوسياسي لحركة أنصار الله منحها موقعًا متقدمًا في معادلة الأمن الإقليمي، ما جعلها طرفًا لا يمكن تجاوزه في أي ترتيبات أو تسويات مستقبلية تخص الشرق الأوسط.

🔘رأي الخبراء: اليمن.. بؤرة اشتعال إقليمية؟

يرى الدكتور سامي العريقي، أستاذ العلاقات الدولية، أن: "اليمن اليوم يمثل نقطة اشتعال إقليمية جديدة. حركة أنصار الله نجحت في بناء تحالفات فاعلة وتوسيع نفوذها بما يخدم رؤية إيرانية استراتيجية لخلق حزام أمني يمتد من طهران إلى باب المندب. هذا التحول يزعج إسرائيل والخليج ويُربك حساباتهم السياسية والعسكرية."



أما المحلل السياسي حسن الحميري فيؤكد: "النفوذ الحوثي في البحر الأحمر يُعيد رسم خطوط الملاحة البحرية ويهدد مصالح إقليمية ودولية ضخمة. الواقع الجديد يفرض التفكير الجدي في فتح قنوات تفاوض مع صنعاء، لأن الخيارات العسكرية لن تكون كافية لكبح النفوذ المتصاعد للحركة."

🔘رؤية دولية: اليمن في قلب التوتر الإقليمي

وفي تقرير صدر عن مركز الدراسات الإستراتيجية في الشرق الأوسط، قال المحلل الدولي جوناثان ريفز:"اليمن بات أحد المحاور الجغرافية الحيوية في الصراع الإقليمي، مع تصاعد القدرات الصاروخية وتعدد جبهات النفوذ. لم يعد بالإمكان فصل الملف اليمني عن التوترات الأكبر في الخليج وشرق المتوسط."

🔘الاعتراف بالواقع الجديد

في حديث خاص لوزير الخارجية السعودي، قال: "ندرك أهمية التعامل مع التطورات في اليمن بحكمة، ونسعى لتحقيق استقرار المنطقة عبر دعم الحلول السياسية التي تحترم سيادة اليمن ووحدة أراضيه."



أما الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً فقد أصدرت بياناً جاء فيه:"أي جهود لتسوية الأزمة اليمنية يجب أن تشمل الحوار مع جميع الأطراف، بما في ذلك حركة أنصار الله، كجزء من واقع معقّد لا يمكن إنكاره."

🔘حراك دبلوماسي مكثّف: أنصار الله على طاولة التفاوض؟

تشهد الساحة الإقليمية حالياً تحركات دبلوماسية غير مسبوقة تقودها الأمم المتحدة وعدة دول إقليمية، بهدف وضع حد للحرب في اليمن. وتزداد الدعوات التي تحذر من أن أي تسوية لا تشمل الحوثيين، ستكون مهددة بالفشل.

🔘فصيل محلي إلى "عقدة جيوسياسية"

ما بين الحرب والتهدئة، تتشكل معادلة جديدة في المنطقة، قاعدتها الأساسية أن أنصار الله لم يعودوا مجرد لاعب محلي، بل أصبحوا عنصراً حاسماً في ميزان الصراع، و"عقدة جيوسياسية" لا يمكن تفكيكها إلا عبر تسوية سياسية شاملة تضع اليمن في قلب المعادلات لا على هامشها.