ضربة بلا جدوى؟ تسريبات استخباراتية تكشف فشل الضربات الأميركية في تدمير برنامج إيران النووي

7/1/2025 4:53:09 PM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

19

ضربة بلا جدوى؟ تسريبات استخباراتية تكشف فشل الضربات الأميركية في تدمير برنامج إيران النووي


ضربة بلا جدوى؟ تسريبات استخباراتية تكشف فشل الضربات الأميركية في تدمير برنامج إيران النووي

الاربعاء 25 يونيو ـ 2025م
متابعات -أجراس -اليمن 

كشفت تسريبات استخباراتية أميركية، نُقلت عن مسؤول رفيع في وزارة الدفاع (البنتاغون) إلى شبكتي CNN وNPR، أن الضربات الجوية الواسعة التي نفذتها الولايات المتحدة ليل السبت على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، لم تحقق هدف "التدمير الكامل" الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب.

ووفق التقييم الأولي لوكالة استخبارات الدفاع (DIA)، فإن الغارات الجوية أدت إلى "أضرار بسيطة فقط"، ستؤخر البرنامج النووي الإيراني "لبضعة أشهر" لا أكثر، مع الإشارة إلى أن منشأة "فوردو" تحت الأرض، المحصنة داخل جبل، لم تتأثر بشكل يُذكر.

تفاوت بين الرواية الرسمية والتقييم الاستخباراتي

بينما وصف ترامب العملية بأنها "نجاح عسكري باهر"، تتباين هذه الرواية مع تقييمات استخباراتية مبكرة ومع آراء خبراء مستقلين. فقد أشار هؤلاء إلى أن استهداف منشآت مادية لا يمكنه القضاء على المعرفة العلمية المنتشرة، التي تُعد العمود الفقري لأي برنامج نووي.

انتقادات في الداخل الأميركي

وفي الكونغرس، لم تمرّ العملية من دون مساءلة. فقد طالب السيناتور الديمقراطي مارك وارنر، نائب رئيس لجنة الاستخبارات، إدارة ترامب بتوضيحات عاجلة، محذرًا من اندلاع "سباق نحو قنبلة قذرة" إذا لم تُدار الأمور بحكمة. كما تم تأجيل جلسة الإحاطة السرية التي كانت مقررة لبحث التداعيات الأمنية والسياسية للضربة.

نفي غاضب من البيت الأبيض

ردّ البيت الأبيض على التسريبات كان حادًا، حيث وصفت المتحدثة باسمه كارولين ليفيت تقرير CNN بأنه "خاطئ تمامًا"، واتهمت أطرافًا مجهولة بـ"محاولة تقويض إنجازات الرئيس".

الموقف الإيراني: "لن نتراجع"

على الجانب الإيراني، بدا الرد حاسمًا. إذ أكد رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف أن طهران "ستتجاهل مطالب إسرائيل" بشأن وقف التخصيب، مشددًا على استمرار البرنامج النووي. كما صرح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أن إيران "استعدت مسبقًا" لمثل هذه الهجمات، ولن تسمح بحدوث أي انقطاع في الإنتاج.

هل فشلت الضربة فعلاً؟

مراكز بحث دولية، من بينها معهد ميدلبري للدراسات الدولية، اعتبرت أن الضربة الأميركية كانت "جزئية وغير كافية"، في ظل غياب أي استهداف فعّال للبنية المعرفية واللوجستية للبرنامج النووي الإيراني.

ضغوط داخلية وخارجية تتزايد

تسلط هذه التسريبات الضوء على التباين المتزايد بين الخطاب السياسي والحقائق الاستخباراتية، وسط ضغوط داخلية ودولية على واشنطن. وبينما تُظهر طهران تحديًا وتصميمًا، يبقى السؤال مفتوحًا:
هل تملك واشنطن فعلاً استراتيجية ناجعة تجاه برنامج إيران النووي، أم أنها تخوض حربًا إعلامية بلا نتائج حاسمة؟