5/10/2025 7:43:24 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
15
وهم القوة حين تكون عمياء... حين تتحول الدعاية إلى كارثة وطنية!!
وهم القوة حين تكون عمياء... حين تتحول الدعاية إلى كارثة وطنية!! مقالات أجراس- اليمن يكتب //غازي بن صالح باحث وكاتب عماني ((المجد لا يُبنى على الغرور، والقوة لا تدوم حين تكون عمياء.)) من أخطر ما يمكن أن تنتجه آلة الإعلام، في سياق التوترات السياسية أو النزاعات العسكرية، هو تضخيم صورة الذات الجماعية حتى تصل إلى حدود الوهم. حين يُصوَّر الشعب على أنه "الأمة التي لا تُهزم"، والجيش على أنه "القوة التي لا تُقهر"، تصبح الدعاية أكثر من مجرد خطاب تعبوي مؤقت، بل تتحول إلى منظومة قناعات مترسخة، لا تقتصر على الجمهور العام، بل تمتد إلى مراكز اتخاذ القرار. هنا تكمن الخطورة الكبرى: حين تترسخ هذه القناعة في وعي صانع القرار، تغيب الحسابات العقلانية، وتذوب الفروق بين الواقع والرغبة، ويتحول الغرور الوطني إلى محفّز لخيارات متهورة. فبدلاً من اعتماد الحكمة والبراغماتية في مقاربة التحديات، يُدفع النظام السياسي إلى خوض مغامرات غير محسوبة، بذريعة الحفاظ على الهيبة أو استعادة "المجد القومي"، وهو مجد في الغالب لا وجود له إلا في الشعارات. نتيجة ذلك تكون كارثية. تُشعل الحروب بناءً على حسابات وهمية، وتُدفع الشعوب إلى ساحات القتال تحت تأثير خطابات العزة، لتستفيق لاحقاً على أنقاض أوطان ممزقة، واقتصادات منهكة، وذاكرة جمعية مثقلة بالخذلان. التاريخ مليء بأمثلة أنظمة صدّقت دعايتها، فاندفعت إلى قرارات كارثية كلفت شعوبها أثماناً باهظة. الخطاب التعبوي ليس خطيئة في حد ذاته، لكنه يصبح خطراً وجودياً عندما يُبنى عليه الفعل السياسي والعسكري دون احتكام إلى الوقائع والمتغيرات. ◾ أمثلة بارزة في التاريخ لأنظمة صدّقت دعايتها الخاصة، مما قادها إلى قرارات كارثية: ألمانيا النازية (هتلر): صدّق هتلر دعاية "الرايخ الذي سيدوم ألف عام" وتفوق "العرق الآري"، فخاض حرباً عالمية ثانية بقرارات متهورة كغزو الاتحاد السوفيتي، معتقداً أن جيشه لا يُقهر. النتيجة كانت هزيمة ساحقة ودماراً شاملاً لألمانيا. الاتحاد السوفيتي (أفغانستان 1979): صدّقت القيادة السوفيتية دعايتها عن قوتها العالمية وقدرتها على حسم الصراعات بسرعة، فغزت أفغانستان بثقة مفرطة. لكنها واجهت مقاومة شرسة، وأدى الفشل إلى إنهاك داخلي ساهم في انهيار الاتحاد. الجيش المصري في 1967 (نكسة حزيران): الإعلام صوّر الجيش العربي وكأنه ذاهب لتحرير فلسطين، بينما الحقيقة أن المؤسسة العسكرية لم تكن مستعدة. النتيجة كانت هزيمة سريعة ومهينة أمام إسرائيل في ستة أيام فقط. ◾العراق في عهد صدام حسين: الدعاية تحكم القرار بعد نهاية حرب الخليج الأولى (1980–1988) بين العراق وإيران، برز صدام حسين في الإعلام المحلي والإقليمي بصورة "القائد المنتصر"، وتم تضخيم قوة الجيش العراقي الذي أصبح يوصف بأنه "رابع أقوى جيش في العالم". وسائل الإعلام العراقية كانت تروّج لهيبة الدولة وقوة الزعيم، في حين كانت الحقيقة أكثر هشاشة: دولة مرهقة اقتصادياً، وبنية تحتية متهالكة، وشعب منهك من الحرب. رغم ذلك، وفي خضم هذه الدعاية، اتخذ صدام قراراً كارثياً بغزو الكويت في 1990، مستنداً إلى وهم داخلي بأن العالم العربي سيؤيده، وأن الغرب لن يغامر برد فعل واسع. لكن حساباته كانت مبنية على دعاية داخلية أكثر من تحليل واقعي للبيئة الدولية. جاءت الضربة بسرعة: تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة شنّ عملية "عاصفة الصحراء"، وتم تدمير البنية التحتية العراقية خلال أسابيع، وفرضت على العراق عقوبات قاسية شلّت اقتصاده لأكثر من عقد. لكن الأخطر أن النظام لم يتراجع عن وهم القوة. استمرت الدعاية بتصوير العراق على أنه صامد وقوي رغم كل شيء. هذا العمى الاستراتيجي حال دون أي مراجعة سياسية حقيقية، مما مهد الطريق للغزو الأميركي في 2003، وسقوط الدولة العراقية. النتيجة: وهم الدعاية لم يدمِّر النظام فقط، بل فتح الباب أمام انهيار الدولة، وانتشار الفوضى، وصعود المليشيات والطائفية، وتدخلات إقليمية ودولية لا تزال قائمة حتى اليوم. ◾سوريا الاسد الوهم ذاته تكرر في سوريا مع بشار الأسد. منذ الأيام الأولى للثورة الشعبية في 2011، اختار النظام التعامل معها كـ"مؤامرة" تهدف إلى تقويض الدولة. رُفعت شعارات "سوريا الأسد إلى الأبد"، وجرى تصوير الجيش على أنه جيش عقائدي قادر على الحسم. هذه الثقة المفرطة أدّت إلى عسكَرة الأزمة بدلًا من استيعابها سياسيًا، فاندلعت حرب أهلية دمرت البلاد، وفتحت الأبواب أمام تدخلات خارجية، وتشظي الدولة إلى مناطق نفوذ متعددة. ◾روسيا بقيادة فلاديمير بوتين روسيا بقيادة فلاديمير بوتين. انطلقت الدعاية الروسية قبل غزو أوكرانيا 2022 من فرضية مفادها أن الجيش الروسي سيحسم المعركة في أيام، وأن الغرب عاجز عن الرد الفعّال. استند القرار إلى وهم "عودة روسيا العظمى"، فكان الغزو الواسع لأوكرانيا قرارًا كارثيًا. بدلاً من الانتصار السريع، واجهت موسكو مقاومة شرسة، واستنزافًا عسكريًا واقتصاديًا، وتضييقًا استراتيجيًا بعد انضمام دول جديدة إلى الناتو. ◾ختاما ما يجمع بين هذه النماذج أن النظم لم تعد تفرّق بين الخطاب والواقع، بين الرغبة والمعطى الملموس. عندما يتحول الإعلام من ناقل للواقع إلى مُنتِج للوهم، وتُبنى عليه قرارات مصيرية، فإن النتيجة لا تكون إلا الانهيار. إن المجد الحقيقي لا يُبنى على الغرور، والقوة لا تدوم حين تُدار بعين عمياء عن الحقائق. وحدها الدول التي تقرأ واقعها بعقلانية، وتكبح جماح خطابها الداخلي، هي القادرة على تجنب الكوارث وحماية مصير شعوبها. فالمجد لا يُبنى على الغرور، والقوة لا تدوم حين تكون عمياء. - غازي بن صالح كاتب وباحث عماني
قد يهمك ايضاً
كتاب "شمس المعارف".. بين الاتهام بالسحر والبحث في الروحانيات.. تفاصيل مالم تعرفه ))
من 38 ساحة...تعز ترسل رسائل النار والإيمان..لا مساومة
ضربة دقيقة على قلب "إسرائيل": عمليات نوعية في اللد ويافا..
باكستان تسقط مقاتلات هندية بينها "رافال" فرنسية باستخدام سلاح صيني في تصعيد غير مسبوق.. تفاصيل المشهد))
حرب الحرائق... اندلاع حرائق في إيران وإسرائيل يثير تساؤلات حول التزامن .. تفاصيل اكثر))
تقرير.."رد ناري من القاهرة: السيادة المصرية فوق أي ابتزاز أمريكي" تصعيد مصري غير مسبوق.. ماذا يجري ؟!
علماء يطورون خلايا عصبية اصطناعية "تفكر بنفسها" تفاصيل مثيرة للغاية))
فيما كانوا صف وأحد ضد الأمويين...الصراعات الدامية بين أبناء العم..أشهر المعارك بين العباسيين والعلويين.. تفاصيل مثيرة!!
؟الشعباوي "جلب" ومشكلة داعمي الرياضة! بقلم: ماهر المتوكل
السلطة المحلية بمحافظة شبوة تبارك للسيد القائد الانتصار الكبير على العدو الأمريكي