5/10/2025 6:33:59 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
20
"من أسبرطة إلى اليمن: أزمة الانتماء وقيح الأبواق..!"
"من أسبرطة إلى اليمن: أزمة الانتماء وقيح الأبواق..!" 03 مايو ـ 2025م رأى //أجراس- اليمن // بقلم: أيوب التميمي يُحكى أن في أسبرطة اليونانية كانت تسود قيمة نبيلة تربّى عليها أبناء الطبقات العليا، أولئك الذين عُرفوا بـ"الأسبارطيين"، وحُمّلوا أمانة إدارة الدولة وشؤونها العسكرية. كانت هذه القيمة بمثابة دستور أخلاقي ينصّ على أن الأسبارطي لا يكون إلا عاشقًا لوطنه، مخلصًا لقومه، لا يُغلّب مصلحة عشيرته على مصلحة أمّته، ولا ينشغل إلا بشؤون بلاده. عليه أن يزهد في التعلّق بغير أرضه، ويجتنب الاختلاط بالأقوام والدول الأخرى ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، صونًا لهوية دولته، ووفاءً لمبادئها. لقد كان الانتماء للوطن عقيدة، والانضباط الأخلاقي فضيلة تُعلّم منذ الطفولة. لم يكن الأسبارطي يجرؤ على تقديم الولاء لعشيرته أو قبيلته أو محافظته فوق ولائه للدولة، ولا على مدّ يده للأجنبي طلبًا للمال أو النفوذ. كانت فكرة الوطن هناك أشبه بالمقدّس: لا يُمَس، لا يُساوَم، ولا يُختزل في سلطة أو جماعة. في أسبرطة القديمة، كانت الوطنية نمط حياة، لا مجرد شعار. تربّى الأسبارطي على أن يكون جنديًا في معركة الانتماء، لا يحمل سيفًا فحسب، بل يحمل هوية. وكانت تعاليم المدينة الصارمة تقول: لا يحقّ لمن يُعدّ نفسه لحمل همّ الدولة أن ينشغل بما هو خارجها. لا مجد في الانغماس في حياة الأجنبي، ولا كرامة في تقديم الولاء لغير الوطن أو التضحية بمصلحته. لكن، ما أشدّ التناقض حين نسقط هذا النموذج على واقعنا اليمني اليوم، الذي يعيش حالة انشطار في الهويات، وتفكك في الولاء، وسقوطًا مدوّيًا في القيم العامة. لم تعد الوطنية تعني شيئًا أمام جاذبية الولاءات الطائفية والمناطقية والحزبية. كثيرون ممّن يُفترض أنهم قادة رأي ومثقفون وأصحاب موقف، باعوا انتماءهم مقابل النفوذ، أو المال، أو القرب من القوة الغالبة. فالمشهد اليمني مبتلى بأبواق لا تُحصى: أبواق للشيطنة واللعن، وأبواق للدجل والتصفيق، وأبواق للافتراء والتلفيق، وأبواق تُروّج للنعرات الطائفية والمذهبية والدينية، وأخرى تؤجّج التعصّب المناطقي والقبلي. هذا "القيح الصوتي" المسموم هو أحد الأسباب الرئيسة لما نحن فيه من شتات وضياع، وهو ما حال دون نشوء وطن تتشكّل فيه هوية سياسية جامعة. لقد تفكّكت "الأسبرطة اليمنية" قبل أن تُبنى، لأن الانتماء للدولة لم يتحوّل إلى قيمة. ما زالت القبيلة تسبق الوطن، والمذهب يعلو على القانون، والمنطقة تُقدَّم على المشروع الوطني. والنتيجة: وطن تنهشه المشاريع الصغيرة، وينخره صراع الولاءات، بينما الأبواق تواصل العزف لصالح من يدفع أكثر. والمفارقة المؤلمة أن من يُفترض بهم أن يكونوا حرّاس الضمير الجمعي — من مثقفين وإعلاميين وكتّاب — تحوّلوا إلى جزء من هذه المنظومة. كما وصفهم أحد الكتّاب: "السياسي يدفع من خزينة الدولة لقلم مأجور... ضمير معطوب، وذمة مطاطية، وذاكرة منقادة." فمن دون مشروع وطني يحكمه العقل، وتضبطه القيم، ويحرّكه الانتماء النظيف، سنظل ندور في حلقة مفرغة: نزيف في الجغرافيا، وتفسخ في الثقافة، وصراع أبدي بين "زيد بن علي" و"محمد الشافعي". إن بناء "أسبرطة يمنية" حديثة لا يبدأ من السلاح، بل من الكلمة الصادقة، والوعي الحر، والانتماء النظيف. فهل نملك شجاعة البدء؟ أم سنبقى، كما قال الكاتب: "كثور الرحى، يدور حول ذاته في محور التسطيح والتفاهة"؟ فلنسأل أنفسنا: هل آن الأوان لأن نعيد تشكيل "أسبرطتنا الأخلاقية"؟ لا كنسخة مستنسخة من الماضي، بل كجوهر نحتاجه لصياغة مستقبل مختلف، لا يقوم على الشعارات، بل على الانتماء الفعلي، الذي لا يُشترى ولا يُباع. {والله غالبٌ على أمره}
قد يهمك ايضاً
كتاب "شمس المعارف".. بين الاتهام بالسحر والبحث في الروحانيات.. تفاصيل مالم تعرفه ))
من 38 ساحة...تعز ترسل رسائل النار والإيمان..لا مساومة
ضربة دقيقة على قلب "إسرائيل": عمليات نوعية في اللد ويافا..
باكستان تسقط مقاتلات هندية بينها "رافال" فرنسية باستخدام سلاح صيني في تصعيد غير مسبوق.. تفاصيل المشهد))
حرب الحرائق... اندلاع حرائق في إيران وإسرائيل يثير تساؤلات حول التزامن .. تفاصيل اكثر))
تقرير.."رد ناري من القاهرة: السيادة المصرية فوق أي ابتزاز أمريكي" تصعيد مصري غير مسبوق.. ماذا يجري ؟!
علماء يطورون خلايا عصبية اصطناعية "تفكر بنفسها" تفاصيل مثيرة للغاية))
فيما كانوا صف وأحد ضد الأمويين...الصراعات الدامية بين أبناء العم..أشهر المعارك بين العباسيين والعلويين.. تفاصيل مثيرة!!
؟الشعباوي "جلب" ومشكلة داعمي الرياضة! بقلم: ماهر المتوكل
السلطة المحلية بمحافظة شبوة تبارك للسيد القائد الانتصار الكبير على العدو الأمريكي