5/10/2025 5:06:42 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
24
أبو الطَّيِّب يكتب "حين يصبح المهرج سلطانًا... اقرأ الفاتحة على الدولة!"
"حين يصبح المهرج سلطانًا... اقرأ الفاتحة على الدولة!" 27 ابريل ـ 2025م مقالات// أجراس- اليمن// بقلم/ يوسف أبو جعفر أبو الطَّيِّب في بلاط السلاطين، لطالما كانت هناك وظائف بالغة الأهمية: الوزير، القائد، الكاتب، المحلل... إلا أن التاريخ كثيرًا ما غفل عن وظيفة جوهرية لا تقل شأنًا عن غيرها: المهرج. هذا الشخص الذي كانت مهمته الأولى ترفيه السلطان، وتخفيف وقع الأخبار السيئة القادمة من أنحاء المملكة، وتحويلها إلى أمور عابرة لا تستدعي القلق. المهرج كان رجل أسرار القصر، يستقي المعلومات من حريم السلطان والمساعدين المقربين، ليعرف ما يدور في نفس السلطان كل يوم. وكان إذا علم بأخبار محزنة أو مقلقة، عرف أن مهمته أصبحت أكثر إلحاحًا: إضحاك السلطان وصرف انتباهه. بلا مقدمات، كان المهرج موسوعي الثقافة: ملمًّا بالشعر، والأدب، وأخبار الشعوب، ونوادر الرجال والنساء، ويعرف كيف يلبي رغبات السلطان، سواء أراد مغنيًا أو شاعرا أو مجالس طرب، حتى لا يصاب بالضجر. ومع مرور الوقت، كلما زادت سلطة المهرج، كان ذلك دليلًا على ضعف السلطان. حينها يتحول البلاط إلى مسرح للمهرجين، ويصبح الحكم الحقيقي بيد الحاشية لا بيد الحاكم. وفي ظل هذا الوضع، لا يسمع الناس إلا ما يسمح به المهرجون، وتختفي مظاهر الحكم الجاد، حتى يفيق السلطان في لحظة ما، إما مخلوعًا أو مقتولًا، بينما تبقى الوجوه ذاتها والمصالح ذاتها. يُقتل السلطان عادة حين يحاول فجأة أن يُصلح أو يستعيد سلطته، ليكتشف أن كل شيء يُدار من حوله باسمه وهو غائب عن القرار. هكذا كان مصير كثير من سلاطين الماضي، وهكذا استمر دور المهرج حتى اليوم: ينتقل من لبس الملابس المضحكة إلى ارتداء أقنعة الجدية، ولكنه لا يزال يؤدي دوره القديم في إبعاد الحقائق عن الحاكم. مهرجو العصر الحديث تغيروا: بات الإعلام في قبضتهم، يجمّلون صورة السلطان أمام الناس، يملؤون الشاشات بصوره، يتحدثون باسمه بلغة قريبة من العامة كي يبدو واحدًا منهم. هؤلاء المهرجون يعرفون جيدًا ألا مجال للخطأ. باتوا محترفين في التزييف حتى صرنا لا نعرف أين تنتهي الحقيقة وأين تبدأ الأوهام. وكلما ازداد صخب المهرجين، أدركنا أن السلطان غائب أو نائم، وإذا ما استفاق فجأة، جاءت الكلمات مصفوفة بأناقة: "أوعزنا"، "أمرنا"، "طلبنا"، لكن الحقيقة تكون قد غابت عن عينيه منذ زمن. حين يصبح المهرج سلطانًا، تعمّ الفوضى، وحين يتحول السلطان إلى مهرج، اقرأ السلام على الدولة. فماذا بقي من السبيل؟ في الماضي، كانت أوامر السلاطين تُنفذ بلا جدال، أما اليوم فقد ولّى ذلك الزمن. ظهرت الدولة العميقة، وأوامر السلطان قد لا تتجاوز مجلسه، حتى لو انتشرت على لسان مهرجيه. يتذرع البعض بالقانون، أو بتعقيد الإجراءات، أو بعدم الجهوزية... وأصبح المطلوب من السلطان أن يكون أعقل وأذكى بكثير من مجرد مهرج مسلٍّ. سلاطين اليوم الحقيقيون هم من يصمدون تحت الضغط، يتحركون بالفعل لا بردة الفعل، يحيطون أنفسهم ببطانة صادقة لا مهرجة. أما الذين ينتظرون التعليمات، والذين تجرّهم الأحداث بدل أن يقودوها، فهم مهرجون من الدرجة الرابعة، مهما علت ألقابهم. أنظروا من حولكم... ستعرفون من هو المهرج ومن هو السلطان. ويا للأسف، في شرقنا يكثر المهرجون ويقل السلاطين. انظروا إلى نتائجنا العلمية، إلى واقعنا الاجتماعي والاقتصادي، ستجدون أن المسؤولين مهرجون أكثر مما هم قادة. نحن نعيش زمن المهرج... وزمن التيه. وغدًا سيحدثنا المهرج عن "انتصار جديد"، سنصفق له كالعادة، وننسى جراح الأمس. ستضيع قضايا التعليم والمسكن والتنمية في ضجيج المهرجين، وتبقى "شبه الدول" تترنح في أوهامها، لأنها لا تجرؤ أن تنظر في المرآة. وحتى نلتقي... احملوا معكم مرآة سحرية، واجهوهم بها. أما هم، فهم يعرفون أنفسهم جيدًا منذ زمن بعيد.
قد يهمك ايضاً
كتاب "شمس المعارف".. بين الاتهام بالسحر والبحث في الروحانيات.. تفاصيل مالم تعرفه ))
من 38 ساحة...تعز ترسل رسائل النار والإيمان..لا مساومة
ضربة دقيقة على قلب "إسرائيل": عمليات نوعية في اللد ويافا..
باكستان تسقط مقاتلات هندية بينها "رافال" فرنسية باستخدام سلاح صيني في تصعيد غير مسبوق.. تفاصيل المشهد))
حرب الحرائق... اندلاع حرائق في إيران وإسرائيل يثير تساؤلات حول التزامن .. تفاصيل اكثر))
تقرير.."رد ناري من القاهرة: السيادة المصرية فوق أي ابتزاز أمريكي" تصعيد مصري غير مسبوق.. ماذا يجري ؟!
علماء يطورون خلايا عصبية اصطناعية "تفكر بنفسها" تفاصيل مثيرة للغاية))
فيما كانوا صف وأحد ضد الأمويين...الصراعات الدامية بين أبناء العم..أشهر المعارك بين العباسيين والعلويين.. تفاصيل مثيرة!!
؟الشعباوي "جلب" ومشكلة داعمي الرياضة! بقلم: ماهر المتوكل
السلطة المحلية بمحافظة شبوة تبارك للسيد القائد الانتصار الكبير على العدو الأمريكي