5/10/2025 4:27:39 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
22
عبدالله البردوني في حوار: لا نستطيع أن نغلق ملفات ماضٍ نعتكز عليه..واليمن لديها طامعين لا يردعهما شيء عن مطامعهما..!!
عبدالله البردوني في حوار: لا نستطيع أن نغلق ملفات ماضٍ نعتكز عليه..واليمن لديها طامعين لا يردعهما شيء عن مطامعهما..!! حوارات// أجراس- اليمن// اعداد/رئيس التحرير/ -الحمدي ربما أراد أن يتحلى بحركة حزيران كبديل عن ثورة سبتمبر.. - لكل إمام جماعة تشيع أسراره وتظهر خباياه وتبدي معجزاته - هناك عرفًا مقدسًا يقول إن الذات الملكية مقدسة، ولا يجوز الطعن أو التجريح في الذات الملكية –حتى إن النساء، كما يُحكى، خرجن وطلبن من الرجال أن يخلعوا العسوب ويلبسوهن إياها -صحيح أنه ظهر بعد الثورة خطيبًا، وكان يقال إن السلال يخطب ولا يلحن. - المؤثرات الخارجية تطبع القادم من طفولته أكثر مما تطبع الشيخ الذي قد انطبع على أمور معهودة ومرعية. - اليمن مسؤولة عن حماية جانبين من طامعين لا يردعهما شيء عن مطامعهما 📌أجراس اليمن الاخباري ينشر الجزء الثالث من حوارا مع شاعر اليمن عبدالله البردوني لما فيه من تنبؤات لماضي قد رحل وحاضر مغيب .. ◀️في تجربتك الشخصية، متى وجدت نفسك قريبًا من السلطة؟ ما وجدت نفسي قريبًا من أحد كالقرب المعهود، أي أني حليف له وأنه يحذرني من الجماعة الفلانية أو الشخص الفلاني. لا، وإنما قرب من حاكم كمشروع أو كإحداث لفتة إلى الخير أو طرق موعظة تظل تحك في النفس حتى تخرج من الإنسان نفسية غير نفسية المبتلى بالإجرام. مثلًا، إبراهيم الحمدي، كانت لي علاقة بيني وبينه من الستينيات، وكان في ذمار وأنا كنت في ذمار فترة طويلة تقريبًا سنتين. وبعدها، عندما كنت أزور أهلي كنت أصل إلى بيته، وعندما أسافر، أسافر من بيته. وكانت بيننا علاقة مع اثنين أو ثلاثة أو أربعة من إخوانه في ذمار. فهؤلاء تكونت بيننا علاقة، فهو أراني وجهًا مشرقًا لأنه في مشاغل السلطة لم ينسَ صديقًا قديمًا. ◀️ما صحة الواقعة التي تقول إن إبراهيم الحمدي أثناء رئاسته حضر إحدى أمسياتك الشعرية، وطلب منك إلقاء قصيدة "13 حزيران"؟ لا، هو فعلًا حضر أمسية، لكنه لم يطلب ذلك. وإنما سمع خلالها أحد الحاضرين يلح عليّ لألقي قصيدة "خوف" من ديوان "وجوه دخانية في مرايا الليل"، ويردد: "خوف... خوف". ولما تكرر الأمر، فهم الحمدي ما يقصده، وقال لي بصوت مسموع: "خوف؟ وما فيش خوف". ◀️هل كان للروح الشعبية العارمة التي انطلقت في عهده دور في توثيق العلاقة؟ الروح الشعبية فعلًا كانت عارمة. لكن الحمدي ربما أراد أن يتحلى بحركة حزيران كبديل عن ثورة سبتمبر. وكنت أقول: يمكن أن تجعل حركة يونيو امتدادًا لثورة سبتمبر، لكن الواقع القوي أفرز قوة أقوى. جاء الذين أفرزتهم الستينيات ونصف السبعينيات أقوى من الذين أنهكتهم التجارب الفاشلة في الحروب العشائرية والحروب الداخلية. ◀️خطيئة الأربعينيين كلامك هذا مدخل للسؤال التالي عن هؤلاء الذين أنهكتهم الستينيات، والذين تسميهم دائمًا بالأربعينيين نسبة لجيل الحركة الوطنية في أعوام الأربعينيات. لماذا أنت دائم الانتقاد لهؤلاء في كتاباتك وأشعارك؟ فلا نراك تفوت مناسبة دون أن تنتقدهم.!! "لأني في الحقيقة وجدتهم أزالوا من هو معروف، وأحسن، وجاؤوا بواحد غير معروف ولا يبدو أنه أحسن. فكان الناس يعرفون عبدالله الوزير كأمير ألوية أو قائد حروب دوخت ربما عشرين منطقة في اليمن. فعندما يجيء هذا بدلًا من الإمام يحيى فلا يمكن أن تجده مكافئًا له، ولا يوازنه لا في الخبرة ولا في العلم ولا في المقالة. كان الإمام يحيى نادرًا، وشعبيته كبيرة كما يقال. ◀️شعبيته تكاد أن تصل إلى درجة العبادة، فلا يمكن أن تكون أنت كارهًا لرجل يحبه الملايين؟ نعم، هناك دعاية تقول إن هناك مبشرين ومفسرين فسروا للناس حب الإمام. لكن مع هذا كله، لكل إمام جماعة تشيع أسراره وتظهر خباياه وتبدي معجزاته، وهذا ما صنع الشعبية التي ملكها الإمام يحيى. وهذه واحدة. النقطة الثانية، أن خمسة من رجال القبائل المسلحين يقتلون رجلًا تحت التسعين ليس له حارس، جانبه ابن قلالة بيده بندقية، وإلى جانبه اثنان من أحفاده ووزيره عبدالله العمري. فهؤلاء ضربوا بالرصاص، وهذا عمل لا يخلو من شناعة. لكن لماذا اختاروا قتله؟ هل طلبوا منه التنازل؟ نعم، طلبوا منه ذلك مع حزب الجمعية اليمنية الكبرى، وقالوا له: "إنك قد بلغت مرحلة العجز، ومن الأفضل أن تتنازل عن الحكم". لكن الإمام يحيى لم يسمع لهم. ربما لو تغاضى عن هذا، لظل يحكم برغم ما يلاحظه الناس عليه من عجز. فلا هم سمعوا له، ولا هو بادر بإعراب الرأي، فانتظروا ما يبدر منه. ◀️ولكن أي أقلية تلجأ إلى خيار العنف في مثل هذا الوضع؟ خيار العنف يستخدم ضد عنف أو ضد ما يمكن أن يكون عنيفًا. أما إنسان كل يوم يدنو من الموت خطوات، فكان يمكن عزله في قصره. ◀️ كما هو الحال مع ثورة يوليو بالنسبة للملك فاروق؟ نعم، كانت القضية في الوقت الذي قُتل فيه الإمام يحيى أن هناك عرفًا مقدسًا يقول إن الذات الملكية مقدسة، ولا يجوز الطعن أو التجريح في الذات الملكية. ولهذا سجنوا السلطان عبدالحميد ولم يقتلوه، وكذلك الملك فاروق لم يُقتل، وإنما جعلوا ابنه ولي عهد، ووضعوا وصاية عليه. وبعد 11 شهرًا أعلنوا الجمهورية. كان هناك ما يسمى صون الذات الملكية. أعتقد أن هذا العرف ما كان سائدًا عند جماعتنا. وإنما اعتبروا أن الأمور تنتهي بخمس طلقات. ثم بعد الخمس طلقات تركوا القتيل تحت الرياح والشمس، حتى إن الإمام أحمد استعطف القبائل بهذه اللهجة: "قتلوهم وتركوا جثثهم تحت شمس الضحى وريح الأصيل". ◀️وهذا العرض هيّج الناس؟ نعم، حتى إن النساء، كما يُحكى، خرجن وطلبن من الرجال أن يخلعوا العسوب ويلبسوهن إياها. ◀️لكن لم تجب على سؤالي حول تركيز نقدك على الأربعينيين؟ أنا أركز عليهم لأنهم كانوا صفوة المثقفين في تلك الفترة، من محمد محمود الزبيري إلى عبدالرحمن الإرياني، إلى أحمد محمد نعمان، إلى أحمد محمد الشامي. كانوا صفوة المستفيدين، وكان ينبغي أن تكون آراؤهم أسمى مما نزلوا إليه. ◀️حركة نوفمبر 67م قد تُفهم على أنها امتداد للأربعينيين. وأنت دائم الانتقاد للحركة، وتصفها بالعهد التصالحي. حتى وأنت ترثي القاضي الإرياني في مقالتك الأخيرة، لم تُخفِ مواقفك السياسية منها خلف غيوم أحزانك. ألم تتغير آراؤك إزاء حركة نوفمبر مع تعاقب السنين؟ لا عندما كتبت عنه، كتبت مقال تأبين ولم أكتب مقال تحليل. مع كل هذا، فهو أحسن أولئك العائليين. أشرت إلى أن هؤلاء كانوا رجالًا وأنضجهم فكرًا. طبعًا، يوجد ما يسمى بالتعصب، وبعض الناس أكثر قيامًا وأكثر إقعادًا لمن حولهم. نفس المقالة أوردت وقائع جديدة لم تُشر إليها من كتبك أو كتاباتك السابقة، منها تعرض إبراهيم الحمدي لضغوط قوية لدفعه نحو تصفية الإرياني جسديًا. لماذا لم تُشر إلى هذه الواقعة من قبل رغم أنك أفردت فصلًا كاملًا للحديث عن الجمهورية الثانية التي ترأسها الإرياني في كتابك "اليمن الجمهوري"؟ لأن القاضي الإرياني لم يكن يريد أن يُشار إلى هذا، لأنه كان على علم بذلك. ◀️ لماذا؟ لأنه أصبح صديقا للذين ضغطوا من أجل الانقلاب عليه، وأصبح يراسلهم أكثر مما كان يراسلهم وهو رئيس. فهذه من خصوصياته. لكن عندما مات، صارت كل خصوصياته شأنًا عامًا. ◀️الرئيس عبدالله السلال - عسكري أدُهش بمعرفة إعراب الكلام مذكرات مؤجلة · أنت ركزت أيضًا على موضوع السيرة الذاتية كأنما أردت أن تدفع للمسارعة بنشر المذكرات. والملاحظ أن المشير السلال توفي ولم تُنشر مذكراته رغم مرور أربع سنوات على وفاته، وكذلك هو الأمر بالنسبة للأستاذ النعمان. أليس من حق الأجيال الجديدة أن تطلع على خلاصة تجارب من كانوا رواد مراحل سابقة؟ القاضي عبدالرحمن الإرياني وعد عندما خرج إلى دمشق قبل استقالته الأخيرة، وقال إنه سيبدأ بكتابة مذكراته. فقلنا: جيد، سوف تكون أربعين سنة وأنت في صميم السياسة. المعطي يعطيك التجارب ويعطيك استيحاءها. فإذا كتبت عن هذا، سوف يكون إضاءة للآخرين أو معرفة طريق الذين سيطرقون بعدك. وبعد ذلك، فإنه إذا كتب مذكراته واعترف زائلًا، سوف يكون هذا مرضيًا. لكن الناس لا يرضون عن أنفسهم، وهم خاطئون. ◀️ لماذا في اليمن فقط لا تُنشر المذكرات على عكس ما هو حاصل في دول أخرى، وأحيانًا قبل وفاة الشخص أو بمجرد خروجه من السلطة؟ هؤلاء يدعون إلى المودة وإلى التآخي، وهم لا يريدون أن يجرحوا أحدًا. حتى إن الناس عندنا يقولون: "لو فلان ترك هذا الكلام إلى ما بعد وفاته حتى لا يُجرّ على نفسه عدم الترحيب من الآخرين". وهم عندهم خوف من الكلمة التي يقولونها، ويجب أن يكون الإنسان على خوف من الكلمة التي يقولها، لأنها مسؤولية. والكلمة التي أقولها هي تدل على أكثر مما تدل عليه الكلمة التي قيلت. مثلًا، إذا سمعنا هجاءً في رده، يكون أضعف من الانهيار للقائل ولا يُعتد بالمقول فيه، لأن القائل قدم لنا أفكاره جاهزة. ◀️ ولكن لماذا لا ينشر الورثة مذكراتهم؟ نحن نعرف أن السلال كتب مذكراته، وكذلك النعمان، وأخيرًا الإرياني ◀️وهل يعود ذلك إلى استمرار علاقات بعض هذه العائلات بالحكم؟ يبدو لي أن النعمان كان كثير التحدث، وكان عنده أمور كثيرة كتبها. أما السلال، حتى لو عنده أمور كثيرة، فإنه سيستكتب آخر لكتابة سيرة حياته لأنه من العسكريين الذين ترأسوا. صحيح أنه ظهر بعد الثورة خطيبًا، وكان يقال إن السلال يخطب ولا يلحن. وأنا كنت أسمع كل خطاباته. وكان عنده المسائل الأولى من النحو، يكرس لسانه على نطقها معربة. عندما كان مدير ميناء، مثلًا، فإنه قال: "وقد لاقينا البواخر الوافدة". ◀️ذلك لكي يؤكد فصاحته بالنحو؟ نعم، لكنه عندما يدخل في المسائل النحوية التي لا توجد إلا في المطولات، كان يخطئ أحيانًا، كأن يضم المضاف إليه بالقول: "حب شعبنا". وقد كنت أستغرب: هل هذا فاته؟ السلال أدهش لأنه يعرف إعراب الكلام وهو عسكري. مع أن هناك عسكريين كُتّابًا وشعراء مثل محمود سامي البارودي، ياسين الهاشمي، صالح مهدي عماش، مصطفى طلاس، وعبدالله التل. هؤلاء كتبوا لأنهم التحقوا بالكلية بعد تسريحهم من الجيش، ودخلوا المكتبات، وكان لديهم شغف بالخلق. ◀️هناك من يلجأ إلى التأويل النفسي والذاتي لمواقفك تجاه السلطات المتعاقبة، وبالأخص تجاه الأربعينيين. فحركة 48م كان لها رموزها السياسية والأدبية. أنت جئت لاحقًا، ويُنظر إليك كناطق رسمي باسم أجيال الخمسينيات وما بعدها. ما صوابية القول بأن موقفك منهم لأنهم من جيل قديم وأنت جئت تعبيرًا عن جيل جديد؟ مع هذا كله، ليس هناك انقطاع بين الأجيال. مثلًا، كنت أنا أيام شباب عبدالرحمن الإرياني طفلًا، وكنت عندما قُتل الإمام يحيى بالغ الرشد، يمكن في 17 سنة. عايشت القاضي عبدالرحمن وهو سجين، وكنت أطلع على رسائله وأتابع قصائده التي كانت تُنشر في جريدتي "النصر" و"سبأ". وكتبت عنه في كتابي "رحلة في الشعر اليمني". في الفترة التي كنت أنا فيها تلميذًا له، كان القاضي الإرياني علامة. وعندما كنت في أوائل التثقف أو أواخر التعليم، كان (أعضاء هذه الجماعة) في الخمسين أو الستين. فليس بيننا وبينهم انقطاع. يمكن الآن أن أولاد القاضي عبدالرحمن الإرياني الصغار هم أطفال أو شباب، وأنا الآن شيخ. ليس هناك قطيعة بين جيل وجيل. هذا الجيل وُلد في شبيبة الجيل الذي قبله، وهذا شب في شيخوخة الجيل الذي قبله. معنى هذا أن الأجيال متواصلة، لكن المؤثرات الخارجية تطبع القادم من طفولته أكثر مما تطبع الشيخ الذي قد انطبع على أمور معهودة ومرعية. ◀️غرام وانتحال لننتقل إلى أربعيني آخر، ففي كتابك الأخير "الزبيري من أول قصيدة إلى آخر طلقة" استوقف كثيرين عند قراءته أنك أغفلت الإشارة إلى قصيدته السينية التي يهاجم فيها نظام الثورة. وهي القصيدة التي كنت قد اتهمت آخرين، وبالذات خصوم عبدالناصر، بفبركتها. لماذا تجاهلتها في كتاب خصص للزبيري، رغم أنك أشرت إليها من قبل في كتابات سابقة؟ لا، لم أشر إليها من قبل على أنها للزبيري، وإنما كنت أرويها أبياتًا، ولكن عندما قرأتها كقصيدة كاملة وقرأت فِعْل الزبيري، عرفت من خلال سيكيولوجية العبارة ومن خلال معمارية القصيدة أن هذا ليس أسلوبه، وأنه لا يمكن أن يقول: "البدر في الجرف تحميه حماقتكم وأنتم مثلما كنتم له حرسُ" الزبيري لا يقول هذا، لأنه كان يستحيي، وكان دائمًا يُجل الضباط الذين قاموا بهذه الخطوة التاريخية (ثورة سبتمبر). كذلك عبارات أخرى... ◀️ لا خلاف على ما تقول، ولكن لماذا لم تشر إلى هذه الوقائع في الكتاب؟ لا، أنا كتبت عنه من قبل واعتبرت القضية منتهية. ثم إن القصيدة نفسها ليس لها وقع تاريخي ولا إيقاع تاريخي. لأنني اهتممت بشعره كله. ومن حسن الحظ أن جامعة عمان ضمت الكتاب إلى مقرراتها الدراسية، وكذلك جامعة حلب ألحقت الكتاب بدروس قسم الآداب. وفي دار الأدباء بمصر، ناقشوه في أمسيتين، ورجحت الآراء التي رأت أن يُلحق بقسم الآداب، لأنهم وصفوه بأنه أفضل دراسة، لأن كل رأي فيه له برهان، وكل دعوى لها شاهد. وإني تقصيته ولم أقل عنه إلا أفضل مما قاله عن نفسه. صحيح أنني تخيلت في القصيدة أنه كان له غرام بالقصر الإمامي، لكنه غرام خفي، وما استحييت من أن أقول، لأن الزبيري إنسان، جائز عليه أن يقع في هفوة، جائز عليه أن تفتنه عين جميلة أو وجه جميل، وليس هذا مستحيلًا على الزبيري كشاعر ولا على غيره. المسألة أرجعتها إلى نظرة ولم أربطها بعلاقة. ◀️وهل كنت تتوقع أن يثير ذلك حفيظة البعض الذين كتبوا بعد ذلك ينتقدون الكتاب؟ نعم، في ناس كتبوا فعلًا، لكن العبارة واضحة عندما يقول: "وإذ أسفر الوجه الذي به هائمًا فرهتني في الصباح عقاريه" فالوجه الذي بث فيه الهيام كان نسب الهيام إلى نفسه، فهذه شكوى من حبيب وليست شكوى من رقيب (ضاحكًا). والمسألة كما قال المتنبي: "ولو كان ما بي من حبيب مقنع قبلت، ولكن من حبيب معمم" ◀️ومع ذلك، لم تكن تتوقع رد الفعل السلبي هذا؟ ذلك لا يهمني، سواء وافقوا على رأيي أو اختلفوا، أو حتى شتموا فوق ما يطيقون -الله يعينهم- فأنا أقول ما أرتئي وأتحمل مسؤوليته ولا أتبرأ من مسؤوليته. ◀️وبالنسبة لسينيته؟ أما قوله "هذا هو السيف والميدان والفرسُ"، فهذه في الحقيقة ليست من معجم الزبيري، ولا هي من أسلوبه الشعري، وبالأخص في قصائده الأخيرة. عندما كتب مثلًا عن ثورة العراق: "أشعليها نارًا وثوري وزيدي ثورة الشعب في بلاد الرشيدِ" كانت لغته في آخر الخمسينيات وأول الستينيات أقرب إلى اللغة الصحفية. العلاقات اليمنية السعودية لنتحدث عن آخر القضايا المتفجرة حاليًا. هناك من يرى أن النزوع السعودي للسيطرة على اليمن قد خفت قياسًا بما كان عليه في الستينيات والسبعينيات، لكن لاتزال العلاقة حتى الآن معقدة بين البلدين. كيف تستشرف مستقبل العلاقة بين البلدين؟ محمد إبراهيم العلي قال: "يجب أن يكون اليمن على أتم يقظة من امتداد الإنجليز من الجنوب إلى الشمال، ومن اتساع أطماع السعودية إلى صعدة. فاليمن مسؤولة عن حماية جانبين من طامعين لا يردعهما شيء عن مطامعهما". وزار اليمن شاعر عراقي اسمه عبدالحميد الجواهري (غير محمد مهدي الجواهري) فقال: "للإنجليز مطامع في أرضكم لا تنتهي إلا بأن تتبلشفوا" هذه الكلمة ظلت في بال الناس. وعندما أُعلنت الدولة في جنوب اليمن التي سيطر عليها اليسار من الجبهة القومية، قالوا إذن صدق (الجواهري) حين قال: "إلا بأن تتبلشفوا." فالحقيقة أن السعودية في أي مكان تحب أن تتسع في ملك الغير، مع أن سكانها قليلون. وأنا أتصور أنها قد اقتطعت من أرضنا كيلومترات كثيرة. اقتطعت من هنا واقتطعت من هناك، فيجب أن تقف عند حدها، ولا نتجاوز غير حماية حقوقنا، ومنعهم من نيلنا بأي طريقة من الطرق. هناك مؤشرات لحل نهائي عبر الزيارات المتبادلة الشهر الماضي، لم يُعلن عنها شيء. هل تعتقد بوجود إمكانية لحل مشكلة الحدود بما يترتب عليه حل نهائي لكافة التوترات؟ هو الرئيس يسميها تسوية وليس حلًا، أي ليس هناك مشكلة بل هناك وضع يريد التسوية فقط. لكن نقول إن اليمن لا يمكن أن تقبل ذلك، لأن الشرط جائر جدًا وغير مقبول. وهم يريدون أن تكون لهم طريق إلى البحر العربي بحيث يصلون إلى عمان، ونحن يلوننا بحيث يكون الجانب الأضعف في متناول أيديهم. والحقيقة أن هذا طمع غير مشروع، حتى لو استأجروا مثلما تستأجر العراق من تركيا ممر النفط، أو ممر النفط إلى بانياس بسوريا، فهذا ممكن جدًا، لكن الأرض المتنازع عليها ليست محل نزاع على ملكية اليمن أبدًا، وليس هناك من يرى أن للسعودية حتى شبهة حق. · كثيرون يرون أن الصراع مع السعودية استراتيجي لأسباب ثقافية ومذهبية وسياسية، وأن المشاكل الجوهرية ستظل عالقة بغض النظر عن نتائج المباحثات الحدودية. هي قد خفت عندهم كثيرًا، وكانت عندنا غير قائمة. مثلًا، لم يعد قائمًا عندهم تكفير الزيدية. لم يعد عندهم أن البدع في اليمن مخلة. البدع التي يرونها مخلة هي عيد الغدير، وكذلك صوم جمعة رجب واعتبارها جمعة مميزة. كذلك جواز الصلاة قصرًا إذا كانت رباعية وتمامًا إذا كانت غير رباعية. هم يقولون إن القصر رخصة، ونحن نقول إن القصر وجوب لأن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه: "فإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة". كذلك عندما تحتفل بعيد المولد النبوي، هم يرون هذا بدعة، والشيعة أيضًا الذين يقيمون هذه المناسبة يسمونها بدعة. كلنا نقول إن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة، ولكنها بدعة مستحسنة. وهم يقولون: "لا، البدعة بدعة وليس فيها مستحسن وغير مستحسن لأن الحديث يشمل حكاية (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)". هذا كان رأيهم شاملًا. وأنا من حيث المنطق الفقهي أرى أنهم على صواب، وأن البدعة غير مستحسنة في أي شيء، وبالأخص في الأمور الشرعية، لأن مخالفة ما أمر به الرسول أو اقتراف ما نهى عنه تتوقف عند حدود دعوة النبي، نهيه، وإقراره. هم يملكون جماعات من رجال الدين المحققين، وهم على مستوى عالٍ جدًا من فهم المتون والإسناد وكل علوم الحديث. هم في الحقيقة فقهاء كما ينبغي. قد يكونون أقل نحويًا، قد يكونون أقل بلاغيًا، ولكنهم في علوم الحديث شيوخ. · فيما يتعلق بالجانب السياسي، يبدو من تاريخ العلاقة اليمنية السعودية أن مقولة "لا توجد عداوات دائمة ولا توجد صداقات دائمة، بل توجد مصالح دائمة" لا تنطبق على حالة هذه العلاقة. هناك عداء دائم من السعودية تجاه اليمن بغض النظر عن طبيعة النظام السياسي الموجود: من أيام الإمام يحيى، ثم نظام ما بعد ثورة سبتمبر، ثم نظام الإرياني القريب من السعودية، أو على الأقل الذي كان للسعودية دور في تركيبته، وعداء للحمدي من بعده، وعداء لنظام ما بعد الوحدة. كيف تنظر إلى واقع هذه العلاقة؟ هم ما يزالون على هذه الحال. إذا هبت ريح مختلفة، وتعود لهم نفس الفرص التي حدثت في أول الستينيات، لا يمكن أن تجدهم هكذا. لكن الآن هم يحاولون أن يأخذوا الأمور بالتودد والتصنع. وهذه مسائل لا يكون ثمنها التودد أو التصنع أو نقود العالم كله. هذه الأرض هي ملك الشعب جيلًا عن جيل، وليست ملك رئيس، ولا ملك دولة، بل ملك الرؤساء كلهم الذين سيأتون، والدول كلها التي ستأتي. لأنها أرض، ونحن نتكاثر في كل فترة. نحن الآن أصبحنا فيما يبدو 20 مليونًا. · لكن كبار المسؤولين الآن يقولون إنهم قادمون على توقيع اتفاق، والأرجح أنه اتفاق صيغ وفق الرغبات السعودية. هل تتوقع أنهم يغامرون فيوقعون؟ وما هي تقديراتك للموقف الشعبي؟ أنا لا أتوقع أنهم يوقعون على هذا بصفته الحالية الآن، وعلى الشروط السعودية القائمة الآن. لا ينبغي أن يقبل أي رئيس إطلاقًا، وإذا قبل فلن يمر بسلام، ولن تكون هذه خطوة انتصار، وإنما ستشكل عداوات تاريخية ومقاومة تاريخية. قد لا تكون المقاومة التاريخية هذه السنة أو السنة الآتية. لم يقع مقتل الإمام يحيى إلا بعد توقيع الاتفاقية بـ15 سنة. هي القضية هكذا، لكن مقتل الإمام يحيى قطع الصلة بين الاتفاقية وختامها. بعدما قُتل الإمام يحيى، سكت الإمام أحمد، فلا طلب التصويت الانتخابي لمن يحكم، ولا طلب جعل الاتفاقية نهائية. بل سكت عنها طوال حياته، وما جرى بينه وبين آل سعود أي كلمة تفاوض. الكلمات الدلالية عبدالله البردوني اليمن عبدالله السلال إبراهيم الحمدي محمود محمود الزبيري علي عبدالله صالح
قد يهمك ايضاً
كتاب "شمس المعارف".. بين الاتهام بالسحر والبحث في الروحانيات.. تفاصيل مالم تعرفه ))
من 38 ساحة...تعز ترسل رسائل النار والإيمان..لا مساومة
ضربة دقيقة على قلب "إسرائيل": عمليات نوعية في اللد ويافا..
باكستان تسقط مقاتلات هندية بينها "رافال" فرنسية باستخدام سلاح صيني في تصعيد غير مسبوق.. تفاصيل المشهد))
حرب الحرائق... اندلاع حرائق في إيران وإسرائيل يثير تساؤلات حول التزامن .. تفاصيل اكثر))
تقرير.."رد ناري من القاهرة: السيادة المصرية فوق أي ابتزاز أمريكي" تصعيد مصري غير مسبوق.. ماذا يجري ؟!
علماء يطورون خلايا عصبية اصطناعية "تفكر بنفسها" تفاصيل مثيرة للغاية))
فيما كانوا صف وأحد ضد الأمويين...الصراعات الدامية بين أبناء العم..أشهر المعارك بين العباسيين والعلويين.. تفاصيل مثيرة!!
؟الشعباوي "جلب" ومشكلة داعمي الرياضة! بقلم: ماهر المتوكل
السلطة المحلية بمحافظة شبوة تبارك للسيد القائد الانتصار الكبير على العدو الأمريكي