التميمي يكتب|• ثورات مؤودة يختطفها اللصوص !!

2/5/2025 3:57:20 PM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي


التميمي يكتب|• ثورات مؤودة يختطفها اللصوص !!

الجمعة -10 يناير -2025م
مقالات أجراس- اليمن 
كتب | أيوب التميمي 
نقف على عام جديد وعلى حافة التحول المباغت  في عالم يغمره الغموض والخداع، في مواجهة أحداث تُحاك خيوطها في غرف مغلقة لا يدخلها إلا  الشياطين 
عاماً جديد يطل علينا بملامحه الغامضة، رغم توافر أسباب وضوح حبة الرمل في قيعان البحار، ما يجعلنا شهودًا على مأساة متكررة تفصل بين الحلم الثوري والواقع المأساوي، ليظهر لنا أن الكلمة الأخيرة ليست للشعوب، بل لأولئك الذين يعبثون بمصائرها كما يشاؤون.
           ******
المشكلة الي يواجهها اليمنيين هي ان كامل الطبقة السياسية فاسدة، وان اغراءات السلطة كبيرة وكثيرة يسيل لها اللعاب، ولن تبتعد عن الحقيقة ان تصورت الصحفيين والإعلاميين والمثقفين والناشطين والتجار بالكلاب التي يسيل لعابها عند رؤية لحمة او عظمة مغرية.

           ******
فالامتيازات والمخصصات والرواتب الضخمة لعبت دور الخميرة في الفساد، ولا يمكن اجتثاث الفساد من جذوره دون تغير كلي لقوانين التمايز الطبقي الذي مكنت الطبقة السياسية من السيطرة الكلية على المال وسلبت الوطن من الشعب.

            *******
وبرغم ان الطبقة التي تحكم اليوم من دار أبو سفيان والوزراء والنواب وبقية القطيع الحكومي ينحدر معظم اعضائها من الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وان افرادها مثل الذين سبقوهم في العهد العفاشي، ليس لهم باع في علم السياسية ولا في علم الإدارة ، الا انهم تنكروا لبيئتهم الاجتماعية وانحداراتهم الطبقية وانتفخوا غرورا وتعاليا عندما جلسوا على كراسي السلطة.

              ********
 هدفهم هو الاثراء السريع بغض النظر عن الوسيلة، لذلك شرّعوا لهم قوانينا خاصة تراعي مصالحهم ولا تشمل المواطنين، تمنحهم رواتبا ومخصصات وامتيازات وهبات بملايين الدولارات، ووزعوا كل تركة النظام السابق فيما بينهم قصورا ومزراعا وممتلكات، واخصوا انفسهم برواتب ضخمة جدا،
فالذين  استولوا على جميع السلطات بما فيها سلطة المال، ورغم معظم افرادها كانوا من الطبقات الفقيرة، تجاهلت اصولها ولم تعد تتذكرها الا في الفعاليات الدينية والمناسبات والتحشيد !!
            ******
وبرزت سلطة اخرى تتفوق على كل سلطة اخرى في قوتها ونفوذها، اذ انها تسيدت على جميع النواحي السياسية والحكومية والدينية والثقافية والاخلاقية وهي سلطة الفساد، واصبح الفاسدون يصرحون بفسادهم دون خجل او خشية من المحاسبة.
فكل شيء سلبته الطبقة السياسة المتنفذة والمسيطرة على كل مفاصل الحياة.
اهملت المدارس والمستشفيات والماء والكهرباء والسكن والخدمات واصبح من الصعب جدا على الناس ايجاد فرصة للعمل، 
           ******
قد يدرك الناس، اذا لم يدركوا الحقيقة بعد بأن لا الورع ولا التقوى ولا التدين ولا الهوية الإيمانية تمنع الفاسدين من الفساد ولو خر جبل عطان ساجداً..
والمشكلة أن نغمة هؤلاء تعلو في حال ذكرهم ..على نغمة الحقوق وهذا مؤشر خطر قادم اذ لا نود ان ننتهي بالمثل القائل" ليتك يا ابو زيد ما غزيت"