11/28/2025 11:02:53 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
19
الهروب العظيم: تحقيق يكشف شبكات الفساد التي تدير الطريق إلى السعودية
الهروب العظيم: تحقيق يكشف شبكات الفساد التي تدير الطريق إلى السعودية الجمعة ـ 28 نوفمبر ـ 2025م تحقيقات// أجراس- اليمن-الاخباري// كتب/ماجد علي من أمام مستشفى آزال في قلب صنعاء، حيث يتكدّس الشباب كأنهم على بوابة النجاة الأخيرة، يتكشف مشهد لا يمكن تفسيره إلا باعتباره صرخة وطن يحتضر. طوابير تمتد بلا نهاية، وجوه منهكة تحمل أوراق الفحص الطبي في يد… وهزيمتها في اليد الأخرى. هنا، لا يقف الناس طلبًا للعلاج، بل طلبًا للهروب؛ هروب من حياة لم تعد تُطاق، ومن وطن صادرته الحرب، ونهشته مافيات الفساد، وتركته سلطات تدّعي الصمود بينما شبابها يتساقطون واحدًا تلو الآخر خارج الحدود. هذا ليس مشهد سفر… بل جنازة صامتة لجيل كامل. جيلٌ تُطرد أحلامه خارج اليمن، بينما يستمر تجار الدين والحرب في دق طبول النصر فوق أطلال وطن فارغ من شبابه. في هذا التحقيق… نفتح ملفًا مسكوتًا عنه: من الذي يدير طوابير الهجرة؟ من يربح؟ ومن يدفع الثمن؟ ولماذا أصبحت السعودية وطنًا بديلًا… واليمن مجرد محطة عبور نحو النجاة؟ في ساعات الصباح الأولى، تقف طوابير طويلة تمتد من بوابة مستشفى آزال في صنعاء حتى الشارع العام. وجوه متعبة، حقائب صغيرة، وأوراق طبية في الأيدي. هؤلاء جميعًا ينتظرون دورهم لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للسفر إلى المملكة العربية السعودية… الوجهة التي تحوّلت إلى أمل النجاة الأخير لشباب يبحثون عن لقمة عيش كريمة. مشهد الزحام أمام المستشفى لم يعد استثناءً؛ إنه يوميات بلد يدفع أبناءه إلى الرحيل، حيث أصبح السفر حلمًا واقعيًا أكثر من البقاء. ((مستشفى آزال… بوابة رسمية أم نقطة عبور مُجبرة؟)) التحقيقات الميدانية تشير إلى أن مستشفى آزال أصبح مركزًا شبه احتكاري للفحوصات المطلوبة للعمالة اليمنية المتجهة إلى السعودية. وفق مصادر طبية داخل المستشفى، يتراوح عدد المراجعين يوميًا بين 2500 – 3000 شاب، بينما القدرة الاستيعابية أقل من النصف. التزاحم ليس طبيعيًا؛ بل يُدار بطريقة تجعل الشباب رهائن للوقت والمال. تكشف مصادر طبية داخل المستشفى أن عدد المراجعين اليومي يتراوح بين 2500 و3000 شاب، رغم أن الطاقة الاستيعابية لا تتجاوز 1200 شخص في أفضل الأحوال. هذا الفارق الضخم لا يخلق ازدحامًا فقط، بل أزمة تُدار بوعي شديد، وبطريقة تجعل الشباب فريسة للوقت… وللجيوب التي تتفتح حولهم. من يراقب المشهد يلحظ أن الازدحام ليس مجرد نتيجة طبيعية لتدافع آلاف الراغبين بالسفر؛ بل يبدو أقرب إلى فوضى مُنظّمة تُبقي الأمور خارج السيطرة وتفتح الباب أمام شبكات كاملة تعمل على استغلال الموقف. (وسطاء وسماسرة) الأمر لا يتوقف عند حدود طوابير الانتظار. فخارج بوابة المستشفى وفي الأزقة المحيطة به، تنتشر شبكة منظمة من الوسطاء والسماسرة الذين حوّلوا الفحص الطبي — وهو خطوة روتينية في أي بلد طبيعي — إلى سوق سوداء كاملة الأركان. 1. بيع الأدوار… تجارة علنية بلا رقيب يتجول سماسرة في محيط المستشفى علنًا، يعرضون على الشباب “توفير دور سريع” مقابل مبالغ تتراوح بين 15 إلى 30 ألف ريال. المفارقة أن معظم هؤلاء السماسرة يعملون على مرأى من رجال الأمن والموظفين… بل إن بعضهم، وفق شهادات حصل عليها التحقيق، مرتبطون بموظفين داخل المستشفى يتم عبرهم تمرير الأدوار. 2. المكاتب السياحية… خدمة تسريع أم بوابة استنزاف؟ مكاتب تخليص السفر والسياحة، المنتشرة في المناطق القريبة، دخلت هي الأخرى على خط الاستغلال. تقدم خدمات “التسريع” و“ضمان إنهاء الفحص في نفس اليوم” مقابل رسوم إضافية تبدأ من 20 ألف وتصل إلى 80 ألف ريال، رغم أن الإجراء نفسه هو ذاته… والفرق الحقيقي يكمن في العلاقات والنفوذ. بمعنى آخر: من يدفع أكثر… يخرج أسرع. 3. الشخصيات النافذة… يد خفية تتحكم بالعملية مصادر داخل المستشفى تؤكد — تحت طلب عدم الكشف عن هويتها — أن شخصيات نافذة في بعض الجهات تملك نفوذًا مباشرًا على إدارة الاعتماد ومواعيد الفحص، وتحصل على نسب مالية مقابل “تسهيل مرور” أعداد معينة من المسافرين يوميًا. الأخطر أن هذه الجهات — بحسب المصدر — تتدخل في تحديد المستشفيات المعتمدة أساسًا، ما يفسّر سبب بقاء مستشفى آزال في موقع شبه احتكاري… رغم الشكاوى المتكررة وازدحام مئات المواطنين بشكل يومي. (منظومة استغلال مكتملة) حين تتجمع كل هذه الحلقات: ازدحام مقصود، طوابير بلا تنظيم، مواعيد غير شفافة، وسطاء يبيعون الأدوار، مكاتب تتاجر بالتسريع، ونفوذ يوزّع “الفرص” لمن يدفع… فإننا نكون أمام منظومة كاملة من الاستغلال تعمل فوق معاناة الشباب الباحثين عن فرصة حياة خارج وطنهم. (بلد يطرد شبابه) الشاب اليمني اليوم لم يعد يخطط للمستقبل داخل حدود وطنه. الوظائف نادرة، الرواتب معدومة، والفرص أُغلقت أمامه ما عدا نافذة السفر. السعودية بالنسبة لهم ليست مجرد دولة مجاورة، بل طوق نجاة يعوّض سنوات من الفقر والقهر، ويوفر مساحة للعمل مهما كانت قاسية. "هنا لا مستقبل"، هكذا يردد كثير منهم وهو يقف في طابور الفحص الطبي، وكأنه يودّع حياة لم تمنحه سوى مزيد من الانكسار. (الأسباب والدوافع) اقتصاد منهار لا ينتج حياة الغلاء، انهيار العملة، توقف الرواتب، وغياب أي سياسات اقتصادية فاعلة جعلت الشباب عاجزين عن بناء أبسط أساسيات الحياة. (الحرب… طاحونة تلتهم الفرص) عقد كامل من الحرب كان كافيًا لمسح سوق العمل، وإغلاق آلاف المؤسسات والشركات، وتحوّل البلاد إلى ساحة صراع لا مكان فيها للشباب إلا كوقود. (تجار الحروب والدين) هيمنة الفساد، واستثمار الأطراف المتصارعة في معاناة الناس، حولت الوطن إلى بيئة طاردة. كلما زادت معاناتهم… زادت أرباح القائمين على الحرب. (الفقر… هجرة من أجل البقاء) لم يعد السفر رفاهية، بل ضرورة للبقاء. عائلات كاملة تعتمد على حوالات شاب واحد يعمل في الخارج، والعائد أصبح أكثر أهمية من أي حلم شخصي. (انسداد أفق التعليم والعمل) حتى من يحمل شهادة جامعية يجد نفسه بلا فرصة، فيسافر ليعمل في مهن لا علاقة لها بتخصصه… فقط لأنه يريد النجاة. (وطن بلا شباب) نزيف هجرة الشباب لا يهدد الحاضر فقط، بل المستقبل. بلد يفقد عموده الفقري، وأفضل طاقاته، بينما يستمر الخطاب الرسمي في ترديد وعودٍ لا تتغير. الشباب يغادرون اليوم ليس بدافع المغامرة، بل هربًا من كابوس يومي اسمه: حياة بلا قيمة. الطوابير أمام مستشفى آزال ليست طوابير فحص طبي… إنها صفوف انتظار للهروب الجماعي. هؤلاء لا يتركون الوطن طمعًا في الثراء، بل خوفًا من البقاء. وفي كل جواز يُختم، تخرج شهادة جديدة تقول: إن اليمن لم يعد يحتمل أبناءه… وإن أبناءه لم يعودوا قادرين على الاحتمال. فكل شاب يغادر اليمن هو قصة هزيمة جديدة، وجرس إنذار يقول: لا أحد يبدو مهتمًا بإيقاف النزيف.
قد يهمك ايضاً
العدالة تُخنق في المحويت…المواطن "خالد علي محنون" يصرخ: مستشار المحافظ نهب أموالي والأمن يدفن قضيتي! وثائق))
الهروب العظيم: تحقيق يكشف شبكات الفساد التي تدير الطريق إلى السعودية
فضيحة نهب أرض مشروع مستشفى السرطان في إب… اتهامات تطال مسؤولين نافذين بالمحافظة.. تفاصيل))
ملف الإخوان يعود للواجهة: ترامب يلوّح بأقوى إجراءضد الجماعة.. تفاصيل الإجراءات؟!
"طريق الدم إلى دبي: كيف تحوّلت الإمارات إلى بوابة الذهب القادم من جبهات أفريقيا المشتعلة"
واشنطن وموسكو على شفا اتفاق… وأوكرانيا في مفترق صعب بين التنازل والكرامة..!!؟
الماجستير للباحث محمد الصالحي بامتياز من الأكاديمية اليمنية للدراسات العليا
الماجستير للباحث محمد الصالحي بامتياز من الأكاديمية اليمنية للدراسات العليا
التصنيفات الأمريكية والإستخدام السيء بقلم د. علي محمد الزنم * عضو مجلس النواب
زوجة طبيب يمني معتقل تعلن صراع أسرتها مع الغياب القسري منذ 533 يومًا: