11/27/2025 11:06:31 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
13
هستيريا السلطة..والانحدار العظيم:!!
هستيريا السلطة..والانحدار العظيم:!! الخميس ـ 27 نوفمبر ـ 2025م مقالات// أجراس- اليمن-الاخباري بقلم//عارف فضل عندما تغيب بوصلة الخلاص، يصبح الصراع الحقيقي ليس بين السلطة ومعارضيها، بل بين الحقيقة وآلة التشويه التي تعمل بلا كلل. وحين يتكرّس التضليل كأداة حكم، ويتحوّل الاغتيال المعنوي إلى سياسة يومية، يصبح الوطن كله ضحية مشروعٍ يهدف إلى إخماد أي صوت يريد إنقاذه. عندها، لا يعود السؤال: من شوّهوا؟ بل: ماذا بقي لم يُشوَّه؟ تتعاظم أزمات البلاد ويضيق معها الأفق، فيتحوّل التشويه إلى أداة سلطة مريضة تخشى مواجهة نفسها قبل أن تواجه شعبها. لم يعد بناء الدولة أو صناعة الأمل من أولوياتها؛ فكل ما يعنيها هو هدم الفكرة الشريفة، وكسر كل يد تمتد لإنقاذ الوطن. وفي هذا المناخ الخانق، يتحول الإعلام إلى مطرقة تهوي على ضمائر الناس، ويصبح الكذب سياسة رسمية، بينما يُعامَل كل صاحب رأي حر أو مشروع وطني كخصم ينبغي الإجهاز عليه معنويًا. لا أحد ينجو من سهام التشويه، ولا أحد يستطيع قول الحقيقة دون أن تُسحق سمعته وتُداس كرامته. وكلما ارتفع صوت يطالب بالخلاص، اجتمعت حوله جوقة التشكيك والتخوين، ليبقى الوطن أسير خرابٍ منظم تُديره سلطة ترى في كل صادقٍ تهديدًا، وفي كل وطنيٍّ خصمًا. في هذا البلد، بات هناك نهجٌ متعمد يستهدف كل مختلف وكل صاحب قيمة. فما إن يظهر شخص يمتلك فكرة نزيهة أو موقفًا شريفًا، حتى تسارع السلطة وأذرعها الإعلامية إلى تمزيق تاريخه وتجريده من مبادئه وأخلاقه. إنهم لا يكتفون بنهب المال العام؛ بل يسرقون أيضًا القيم والمثل، وكأنهم يريدون أن يعمّموا الفساد ليصبح القاعدة لا الاستثناء. لقد حققت هذه السياسة التدميرية، للأسف نجاحات خطيرة إذ زرعت الشك بين الناس، بل وزرعت الشك في الإنسان نفسه. الهدف واضح: منع تلاقي أصحاب المشاريع الوطنية، وإجهاض أي محاولة جدية للتغيير. فمن المقالات المأجورة إلى الأخبار المفبركة وحملات الإساءة، كلها تصدر عن أقلام ارتضت أن تكون أدوات قذرة تخدم سلطة لا تملك مشروعًا سوى البقاء بأي ثمن. لقد شوّهوا كل قيمة وكل رمز وطني. وصار الداعي إلى الإنقاذ الوطني وبناء دولة النظام والقانون وحماية المال العام هدفًا سهلاً للتشهير والتخوين. في مناخ كهذا، من يجرؤ اليوم على أن يقف في ميدان التحرير ويقول للناس: "أنا معكم"؟ لم يعد الناس يصدقون حتى أنزه الأصوات، فالوعي تم تلويثه، واليقين أصبح هشًّا، والانقسام صار أخطر من الحروب نفسها. لا يمكن التنبؤ إلى أي مدى ستغرق السلطة في هذا الانحدار الأخلاقي، ولا كيف سيكون مستقبل بلد يعيش شعبه تحت معادلة مجنونة: إما أن تسرق لتعيش أو تحرق منشأة احتجاجًا، أو تقتل مسؤولًا انتقامًا، أو تقتل نفسك يأسًا. سلطة كهذه لا تستطيع بناء وطن، ولا إقامة علاقة احترام بين الحاكم والمحكوم، ولا تأسيس اقتصاد ينصف الفرد ويحمي الجماعة. لقد جعلت السلطة من الكذب منهجًا، ومن التلفيق وسيلة لإسقاط الشرفاء. وكل حملة تشويه بحق مواطن نزيه أو وطني حقيقي ليست دليل قوة، بل علامة ضعف وانعدام مشروع، ومؤشر على مأزق أخلاقي وسياسي يتفاقم يومًا بعد آخر. ومع ذلك، لا يزال أمامها—إن كانت تمتلك ذرة بصيرة—طريق واحد للخلاص: مراجعة الذات وإعادة بناء الثقة مع الناس، واحترام القيم الوطنية، والتخلّي عن عقلية التشويه والكراهية. فالوطن لا يُحكم بالتشهير، بل بالعدالة والإنصاف. والتاريخ لا يرحم، وحين يدوّن شهادته عن هذه المرحلة، لن يسجّل سوى أسماء الذين حاولوا أن يوقظوا الضمير قبل سقوط البلاد في الهاوية.
قد يهمك ايضاً
"الناس على دين ملوكهم": من أفسد من؟ الحاكم أم المحكوم؟ قراءة تحليلية
صنعاء تحذّر واشنطن: ملفٌ حساس يفتح أبواب المواجهة الدبلوماسية
هستيريا السلطة..والانحدار العظيم:!!
ملف الإخوان يعود للواجهة: ترامب يلوّح بأقوى إجراءضد الجماعة.. تفاصيل الإجراءات؟!
"طريق الدم إلى دبي: كيف تحوّلت الإمارات إلى بوابة الذهب القادم من جبهات أفريقيا المشتعلة"
واشنطن وموسكو على شفا اتفاق… وأوكرانيا في مفترق صعب بين التنازل والكرامة..!!؟
الماجستير للباحث محمد الصالحي بامتياز من الأكاديمية اليمنية للدراسات العليا
الماجستير للباحث محمد الصالحي بامتياز من الأكاديمية اليمنية للدراسات العليا
زوجة طبيب يمني معتقل تعلن صراع أسرتها مع الغياب القسري منذ 533 يومًا:
"الخيواني…الذي أغضب الرئيس وكشف دولة الخطف"ما الذي تغيّر بعد؟