11/23/2025 11:59:04 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
9
دولة بلا أخلاق!!
ترامب…حين انهارت الأخلاق في السياسة الأميركية ..دولة بلا أخلاق!! سياسه// أجراس- اليمن// كتب/ فهد الهريش: في عالمٍ يتغيّر بوتيرة متسارعة، لم تعد السياسة الدولية محكومة بالمعايير التي عرفها العالم لعقود. فالدولة التي نصّبت نفسها راعياً للأخلاق ومرجعاً لحقوق الإنسان، تمرّ اليوم بتحوّل غير مسبوق في فلسفتها الحاكمة. مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لم تعد واشنطن تتحدث بلغة المبادئ التي كانت تشكل ركناً أساسياً في خطابها الخارجي، بل باتت تعتمد نهجاً جديداً يقوم على المصلحة المطلقة والصفقة المباشرة. هذا التحول العميق لم يغيّر فقط وجه السياسة الأميركية، بل أعاد رسم حدود الدور الأخلاقي للولايات المتحدة في العالم، وفتح الباب واسعاً أمام تساؤلات حول مستقبل النظام الدولي الذي لطالما استند إلى قيم ادّعت واشنطن أنها هي من يحميها. لقد قدّمت الولايات المتحدة نفسها بوصفها الوصي الأخلاقي على النظام الدولي، مستندة إلى خطاب حقوق الإنسان والديمقراطية لتبرير نفوذها السياسي وتحالفاتها الخارجية. ورغم وقوفها أحياناً إلى جانب أنظمة استبدادية، إلا أنها حافظت – شكلياً على الأقل – على حد أدنى من الضغط الأخلاقي الذي يمنح سياساتها غطاءً قيمياً. لكن وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض شكّل منعطفاً حاداً في هذه المعادلة. فقد بدت إدارته منذ اليوم الأول مصممة على استبدال لغة المبادئ بلغة الصفقات، واعتماد نهج يقوم على تحييد القيم لصالح المعاملة بالمثل، في قطيعة واضحة مع الفلسفة الدبلوماسية التقليدية لواشنطن. ((قضية خاشقجي… المؤشر الأبرز)) أحد أبرز الأمثلة كان موقف ترامب من مقتل الصحفي جمال خاشقجي. فالرئيس الأميركي لم يكتفِ بتجاهل تقارير الاستخبارات، بل ذهب إلى تقديم دفاع سياسي وإعلامي واسع عن ولي العهد السعودي، في خطوة كشفت بجلاء عن التحول الجديد: الصديق هو من يضمن مصالحنا، لا من يلتزم بقيمنا. ((ازدواجية صارخة في ملف حقوق الإنسان)) وبرغم الترويج العلني للبراغماتية، إلا أن سياسة ترامب حملت تناقضاً لافتاً. فالإدارة تعاونت مع حكومات ذات سجلات حقوقية متدهورة، مثل السلفادور، بينما كثّفت الضغوط على دول أخرى كالبرازيل وجنوب أفريقيا تحت ذريعة انتهاكات حقوق الإنسان. وبذلك، غدا الملف الحقوقي أداة انتقائية تستخدم وفق الحاجة السياسية لا وفق معايير ثابتة. ((إعادة هندسة داخل الخارجية الأميركية)) التغيير لم يقتصر على السلوك الخارجي. فقد شهدت وزارة الخارجية الأميركية إعادة توجيه جذرية لعمل مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث ضاق نطاق الاهتمام بالقضايا الأساسية مثل حقوق المرأة وحماية الأقليات، لصالح رؤية محافظة تُعيد تعريف القيم الأميركية بطريقة أكثر انغلاقاً. ((لماذا تغيّر نهج واشنطن؟)) ترامب لم يقدّم تفسيراً واضحاً لهذا الانعطاف، غير أن مراقبين يرجّحون عدة دوافع، بينها: ميول أيديولوجية يمينية تعيد تعريف الأخلاق من منظور سياسي ضيق. إدراك لتراجع النفوذ الغربي ومحاولة تبنّي سياسة شبيهة بالنهج الصيني القائم على المصلحة المباشرة. قناعة بأن الجمع بين المبادئ والمصالح معادلة خاسرة في سباق القوى الكبرى. ((تآكل الدور الأخلاقي الأميركي)) بغض النظر عن الدوافع، يبدو واضحاً أن سياسة ترامب تركت أثراً عميقاً على صورة الولايات المتحدة. فالدولة التي روّجت لنفسها لسنوات بوصفها "القوة الأخلاقية" في العالم، تجد نفسها اليوم أمام تراجع مؤلم في المصداقية، يصعب ترميمه سريعاً. في المحصلة… تجربة ترامب لم تكن مجرد تبدّل في الأسلوب، بل انقلاباً على قواعد شكّلت أساس السياسة الأميركية لعقود. واستعادة واشنطن لخطابها الأخلاقي بعد هذا الانحدار قد يستغرق سنوات، وربما جيلاً كاملاً، إن بقي ممكناً أصلاً.
قد يهمك ايضاً
دولة بلا أخلاق!!
«غطرسة الربع ساعة الأخيرة..وسقوط وهم الهيمنة»
قبائل سامِع تعلن موقفها… تعبئة مفتوحة واستعداد لمعركة “الأمة”
ملف الإخوان يعود للواجهة: ترامب يلوّح بأقوى إجراءضد الجماعة.. تفاصيل الإجراءات؟!
"طريق الدم إلى دبي: كيف تحوّلت الإمارات إلى بوابة الذهب القادم من جبهات أفريقيا المشتعلة"
واشنطن وموسكو على شفا اتفاق… وأوكرانيا في مفترق صعب بين التنازل والكرامة..!!؟
د.المليكي يطمئن ملاك العيادات الإسعافية: حلول مرتقبة للقضايا العالقة قريبًا..!؟
بين العطاء والغفلة"حزب الله" وقوة الحاضنة الشعبية !!
"الخيواني…الذي أغضب الرئيس وكشف دولة الخطف"ما الذي تغيّر بعد؟
اليمن بين الغموض والفوضى… تحذير "البيض" يثير التساؤلات الكبرى..ماذا بعد؟