حين يتحوّل السجين إلى سجّان.. رسالة صريحة إلى الأجهزة الأمنية!

12/25/2025 4:32:45 AM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

71

حين يتحوّل السجين إلى سجّان.. رسالة صريحة إلى الأجهزة الأمنية!


 حين يتحوّل السجين إلى سجّان.. رسالة صريحة إلى الأجهزة الأمنية!

مقالات// أجراس- اليمن//
بقلم: محمود المغربي

ربما أكون من أشد الناس تعصّبًا للأجهزة الأمنية، ودائمًا ما أؤيّد وأشيد بجهودهم، وأدرك حجم الضغوط والمسؤوليات الكبيرة التي تتحمّلها هذه الأجهزة، نظرًا لما تواجهه من استهداف داخلي وخارجي. فنحن مدينون لهم بما نعيشه من أمن واستقرار.

إلا أننا نلاحظ في الفترة الأخيرة تصاعدًا في وتيرة الاعتقالات دون اتباع الإجراءات القانونية، وبأساليب تُذكّرنا بممارسات الأنظمة القمعية. إذ تمتد فترة الاعتقال لأشهر، وربما لسنوات، دون عرض على النيابة أو محاكمات، ودون حتى توضيح سبب الاعتقال. وهو ما يترك لدى الناس انطباعًا بأن الدولة لا تكترث بحقوق المواطنين وحرياتهم، ولا تُدرك أثر ذلك على من ثار ضد النظام السابق وصمد لعشر سنوات، وقدّم أعظم التضحيات في سبيل قيام دولة العدالة والحقوق والكرامة.

لقد كنا – وما زلنا – نشيد بجهود الأجهزة الأمنية، ونطالبها بالضرب بيدٍ من حديد على كل من يحاول العبث بأمن الوطن واستقراره، لكننا نطالبها أيضًا أن تقوم بذلك وفقًا للنظام والقانون ومعايير الدولة، لا بمعايير العصابة.

فالفارق بين الدولة والعصابة خيطٌ رفيع اسمه النظام والقانون.
الدولة تلتزم به حتى مع المجرمين والعملاء، أما العصابة فلا تعرف قانونًا ولا تعترف بحقوق أو حريات، بل تعتقل خصومها في جنح الظلام وتُطبّق قانون الغاب.

لقد علّمتنا التجارب التاريخية أن القمع والاعتقالات والسجون ليست وسائل ناجحة لحماية الأنظمة أو بقائها، بل كانت دائمًا سبب سقوطها.
ولو كانت السجون وسيلة ناجحة، لما كنتم اليوم السلطة والدولة، ولما جلستم على الكراسي التي جلس عليها من اعتقلكم بالأمس!

إنها كارثة أن يتحوّل السجين إلى سجّان، والمظلوم إلى ظالم، وأن يتكرّر مشهد الأمس في واقع اليوم.