صوت الحقيقة..حكاية لم تكتمل بعد!!

11/9/2025 1:03:45 AM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

14

صوت الحقيقة..حكاية لم تكتمل بعد!!




صوت الحقيقة..حكاية لم تكتمل بعد!!

السبت ـ 08 نوفمبر ـ 2025م
مقالات// أجراس- اليمن-الاخباري//
بقلم/فهد الهريش 
حين يبلغ القهرُ حدَّه، ينفجر الإنسان، لا ضعفًا، بل لأن الصمت لم يعُد يحتمل المزيد من الوجع.
وحين قال فضل النهاري كلمته ذات يوماً: "أقسم بالله، لو انفجرتُ لما اتّسع هذا الفضاء لمعشار ما أعانيه"
لم يكن يبوح بعجز، بل كان يصرخ بصدقٍ في وجه الزيف والخذلان.

فضل النهاري ليس من أولئك الذين يلهثون وراء فتات الشهرة أو عطايا المتنفذين.
هو ابن ذاته وجذوره، مشدود إلى أرضه ومبادئه التي لم يعرف عنها التنازل أو الانحناء.
في زمنٍ تهاوت فيه القيم، ظل النهاري واقفًا كجبلٍ يمنيٍّ شامخ،
يؤمن أن الكلمة موقف، وأن الإعلام رسالة، لا وسيلة للتكسّب أو التزييف.

عقداً من العطاء الإعلامي المتواصل،
حمل فيها صوته إلى الجبهات، إلى الناس، إلى الميدان حيث الحقيقة تُروى بدموع البسطاء.
لم يكن يومًا متفرجًا، بل كان دائم الحضور، متضامنًا، محتشدًا بكل جوارحه مع قضايا الإنسان.
وحين يتحدث عن الظلم، لا يفعل ذلك تكلّفًا، بل لأنه يشعر به،
لأنه يعرف أن الكلمة قد تكون أحيانًا آخر ما يملكه المقهورون.

ولأن الصدق يوجع المتزلفين،
ولأن المبدأ يُربك من اعتادوا على المساومة،
تجد بعض المتخلفين وفاقدي الذوق والضمير يتنكرون لفضله،
يحاولون تشويهه أو تهميشه،
لكنهم لا يدركون أن الضياء لا يُطفأ بالتشكيك،
وأن الأصوات الحرة مهما أرهقها الغبار، تبقى أنقى من أن تُخنق.

فضل النهاري ليس نجمًا يبحث عن بريق،
بل ضميرٌ يضيء مسار المهنة، يغضب حين تُهان كرامة صحفي،
ويقف مع المظلومين دون حسابٍ للمكاسب أو الخسائر.
إنه إنسان قبل أن يكون إعلاميًا، وصادق قبل أن يكون ناقلًا للخبر.

فهل يُعاب عليه أنه ظل وفيًّا لقيمه؟
أم تُحسب له هذه الجوهرة النفسية النادرة التي تزداد بريقًا كلما اشتدّ عليه الطين والظلام؟

مهما حاولوا إقصاءه، سيبقى فضل النهاري علامةً فارقة في ضمير الإعلام اليمني —
صوتًا لا يُشترى، وكلمةً لا تُباع.

وفي الختام يبقى فضل النهاري مثالًا للإعلامي الحرّ الذي اختار أن يسير في دربٍ وعرٍ لكنه نظيف، دربٍ لا مكان فيه للمساومة على الحقيقة أو للركوع أمام السلطة والمال. إن الإنصاف له ليس تفضّلًا بل واجبٌ أخلاقي على كل من يقدّر الكلمة الصادقة ويؤمن أن للأقلام الشريفة حقًّا في أن تُصان وتُحترم. فليظل صوته شاهدًا على أن المبدأ، وإن خذله الناس، لا يموت.