الرياض تُراجع حساباتها…والأنظار تتجه نحو صنعاء..وخبراء: المشهد يتجه نحو تسوية .. تفاصيل اكثر))

11/2/2025 8:42:45 PM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

25

الرياض تُراجع حساباتها…والأنظار تتجه نحو صنعاء..وخبراء: المشهد يتجه نحو تسوية .. تفاصيل اكثر))




الرياض تُراجع حساباتها…والأنظار تتجه نحو صنعاء..وخبراء: المشهد يتجه نحو تسوية .. تفاصيل اكثر))

متابعات// -أجراس -اليمن الاخباري//
تشهد الساحة اليمنية حالة غير مسبوقة من الغليان السياسي والدبلوماسي، مع تسارع التحركات الأممية والإقليمية لإعادة صياغة المشهد اليمني، بالتزامن مع تراجع الدعم السعودي للمجلس الرئاسي وتصاعد الحراك العُماني لإنعاش مسار السلام.

الأمم المتحدة تفتح بوابة الموانئ اليمنية المغلقة

بدأت الأمم المتحدة، اليوم السبت، نقاشات داخل مجلس الأمن حول رفع القيود المفروضة على الموانئ اليمنية، في خطوة تعد الأولى منذ سنوات الحرب.
ووفق منصة الأمم المتحدة، فإن لجنة العقوبات تعقد جلسة مغلقة لبحث العراقيل التي تواجه إيصال المساعدات الإنسانية، استنادًا إلى الفقرة (5) من القرار 2664 التي تؤكد وجوب عدم تأثير العقوبات على المدنيين.

ويأتي هذا التحرك في ظل نشاط دبلوماسي يقوده المبعوث الأممي هانس غروندبرغ من مسقط، ضمن خارطة طريق جديدة تنص في مرحلتها الأولى على رفع القيود عن الموانئ والمطارات وصرف رواتب الموظفين.

ويؤكد الخبير في الشؤون الأممية عبدالملك الشيباني أن هذه الخطوة “تشير إلى تحول في موقف مجلس الأمن من سياسة الحصار والعقوبات إلى نهجٍ أكثر واقعية وإنسانية”، لافتًا إلى أن استمرار القيود “أدى إلى تدهور اقتصادي ومعيشي غير مسبوق”.

ويرى مراقبون أن الجلسة الأممية تمثل مقدمة لمراجعة شاملة للسياسات الاقتصادية التي كبّلت اليمن طيلة السنوات الماضية، وفتحت الباب أمام أزمة إنسانية هي الأعمق في العالم.

رؤية عُمانية لأمنٍ إقليمي يضم اليمن

في موازاة التحركات الأممية، طرحت سلطنة عُمان رؤية جديدة للأمن الإقليمي، أعلنها وزير الخارجية بدر البوسعيدي خلال منتدى “حوار المنامة 2025”.
وقال البوسعيدي: “الأمن الحقيقي لا يُبنى بالعزلة أو الإقصاء، بل بالشراكة والانفتاح”، داعيًا إلى إطار أمني إقليمي يضم جميع دول المنطقة، بما في ذلك اليمن.

ويرى المحلل السياسي د. ياسين المتوكل أن التصريحات العُمانية “تشكل رسالة سياسية غير مباشرة للسعودية، مفادها أن مرحلة الإقصاء انتهت، وأن استقرار اليمن هو شرط أساسي لاستقرار الخليج”.
وأضاف أن مسقط “تعمل على تثبيت نفسها كجسر توازن بين أطراف الصراع، مستفيدةً من رصيدها الدبلوماسي وعلاقاتها الجيدة مع صنعاء والرياض على حد سواء”.

وتُعد سلطنة عُمان من أبرز الوسطاء الإقليميين الذين ساهموا في جمع وفدي صنعاء والرياض على طاولة واحدة خلال السنوات الماضية، وهو ما منحها ثقة المجتمع الدولي وملف الوساطة الأكثر حساسية في المنطقة.

السعودية تعيد تموضعها وتراجع رهاناتها

في تطور داخلي لافت، أثار قرار المملكة العربية السعودية بوقف الدعم المالي والرواتب الشهرية لكبار مسؤولي المجلس الرئاسي والحكومة في عدن، موجة من القلق والارتباك داخل أروقة السلطة الموالية للتحالف.

ووصف الخبير الاقتصادي الجنوبي ماجد الداعري الخطوة بأنها “انقلاب سعودي ناعم”، مؤكداً أنها “تدل على تراجع الثقة بالأدوات القديمة للتحالف، واستعداد الرياض لمرحلة جديدة من التفاهمات مع صنعاء”.

من جهته، يرى السياسي الجنوبي صلاح بن لغبر أن ما يجري “هو انسحاب تدريجي محسوب من المشهد اليمني، بعدما أدركت السعودية أن الحل العسكري والسياسي عبر المجلس الرئاسي لم يعد مجديًا”، مشيرًا إلى أن “الرياض باتت تدرك أن التفاهم المباشر مع صنعاء هو الطريق الأقل كلفة والأكثر استدامة”.

وفي المقابل، كشفت مصادر سياسية أن صنعاء رفعت سقف مطالبها التفاوضية، مؤكدة على ضرورة محاكمة الشخصيات المتورطة في الحرب أو تسليمها للعدالة، معتبرة ذلك شرطًا أساسيًا لبناء سلام عادل وشامل.

مشهد يمني على مفترق مصيري

تجمع التحليلات على أن اليمن اليوم يقف أمام نقطة تحول مفصلية بين خيارين لا ثالث لهما:
إما سلام الندّ للندّ يعيد صياغة التوازنات الإقليمية،
أو عودة الحرب في شكل أشد وأوسع وأكثر تعقيدًا.

ويختتم الباحث السياسي سامي العديني بالقول: “المنطقة كلها تعيد رسم خرائطها، واليمن ليس استثناءً. من يقرأ المشهد بدقة يدرك أن مرحلة جديدة بدأت، يكون فيها الحل يمنيًّا برؤيةٍ إقليمية ودعمٍ دولي متزن.”