شاهد| مصر تفتتح أضخم متحف للحضارة المصرية القديمة في العالم.. أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تروي قصة التاريخ الإنساني..

11/2/2025 8:48:56 PM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

16

شاهد| مصر تفتتح أضخم متحف للحضارة المصرية القديمة في العالم.. أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تروي قصة التاريخ الإنساني..



شاهد| مصر تفتتح أضخم متحف للحضارة المصرية القديمة في العالم.. أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تروي قصة التاريخ الإنساني..

القاهرة – أجراس ـ اليمن 
في حدث يوصف بأنه الأكبر في تاريخ المتاحف الأثرية الحديثة، تفتتح مصر خلال أيام المتحف المصري الكبير، أضخم متحف مخصص للحضارة المصرية القديمة في العالم، والذي يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية توثق مسيرة واحدة من أعظم حضارات التاريخ الإنساني.
وتستعد مصر لحدث ثقافي وتاريخي عالمي، يتمثل في الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، يوم 4 من الشهر الجاري، ليكون أكبر متحف أثري مخصص لحضارة واحدة في العالم، وواجهة جديدة تليق بعظمة التاريخ المصري الممتد عبر آلاف السنين.

رحلة بناء الحلم

بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في عام 2002، كمشروع قومي ضخم يهدف إلى إنشاء صرح حضاري يعرض روائع الآثار المصرية بطريقة عصرية تجمع بين الأصالة والتكنولوجيا الحديثة.
وقد بلغت تكلفة المشروع أكثر من مليار دولار، تم تمويل جزء كبير منها عبر منحة وقرض من الحكومة اليابانية ممثلة في وكالة التعاون الدولي اليابانية (جايكا)، إضافة إلى مساهمات مصرية حكومية وخاصة.

يقع المتحف على مساحة 500 ألف متر مربع على مقربة من أهرامات الجيزة، ويضم ما يزيد على 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور الفرعونية، بدءاً من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني والروماني.

أرقام تروي العظمة

الإنشاء: بدأ التنفيذ الفعلي عام 2010

الموقع: يبعد نحو كيلومترين فقط عن أهرامات الجيزة

عدد القطع الأثرية: أكثر من 100 ألف قطعة

عدد قاعات العرض: 12 قاعة رئيسية

عدد الزوار المتوقع سنويًا: 5 ملايين زائر

المساحة المخصصة للعرض: 45 ألف متر مربع


كنوز لا تقدر بثمن

من أبرز ما سيعرضه المتحف المصري الكبير المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، والتي تُعرض للمرة الأولى بشكل كامل في مكان واحد، إلى جانب تمثال الملك رمسيس الثاني الذي يتصدر البهو العظيم للمتحف.
كما يضم المتحف تماثيل ضخمة لملوك الدولة الحديثة، ومجموعة نادرة من المومياوات الملكية، فضلاً عن قاعة مخصصة للمقتنيات الذهبية والأدوات اليومية التي استخدمها المصري القديم في حياته.

احتفاء عالمي وطني

بمناسبة الافتتاح، أعلنت وزارة المالية المصرية عن إصدار مجموعة من العملات التذكارية الذهبية والفضية تخليداً لهذا الحدث التاريخي الفريد، لتكون في متناول الهواة والمقتنين حول العالم.

المتحف المصري الكبير "ثورة في علم المتاحف"
قال الدكتور بسام الشماع، المؤرخ والمحاضر المصري، في تصريحات لبي بي سي عربي، إن نظام العرض داخل المتحف المصري الكبير يمثل تطبيقاً عملياً لعلم حديث يعرف بـ "الميوزيولوجي" أو "علم المتاحف".

موضحاً: "لقد تجاوزنا المفهوم التقليدي للمتحف باعتباره مجرد مبنى تعرض فيه الآثار، ليصبح تجربة معرفية وإنسانية شاملة".

وأوضح المؤرخ المصري أن طريقة العرض داخل المتحف تعتمد على الإضاءات غير المباشرة، مع توظيف الضوء الطبيعي لتسليط التركيز على قطع محددة، ما يخلق تجربة بصرية فريدة.

وضرب مثالاً بالمنظومة الفلكية التي تحاكي ظاهرة تعامد الشمس في معبد أبو سمبل، حيث تتسلل الأشعة عبر فتحة صغيرة فوق المدخل لتضيء وجه تمثال رمسيس الثاني العملاق الذي يزن 83 طناً، في يومين محددين من كل عام، مؤكداً أن هذه الفتحة "ليست صدفة أو كسراً"، بل "تصميم هندسي عبقري مقصود".

وأضاف الشماع أن للمتحف الجديد بعداً اجتماعياً مهماً، إذ أصبح "وجهة جاذبة للأسرة بالكامل"، وقال "في السابق كانت زيارة المتحف تقتصر على الكبار، أما الآن فوجود متحف للأطفال يسمح للصغار بالتفاعل مع العجلات الحربية والمشاركة في تجارب تفاعلية تعليمية وترفيهية، تجعل الزيارة يوما متكاملاً للأسرة كلها".

كما طالب الدكتور الشماع، السلطات المصرية، باسترداد الكنوز الأثرية التي جرى تهريبها أو إهداؤها في حقب سابقة، وقال الشماع إن المتحف يمثل رسالة إلى العالم بأن "الآثار المصرية مكانها الأراضي المصرية".
إشادة دولية واسعة

وصفت وكالة التعاون الدولي اليابانية (جايكا) المتحف بأنه "الكنز الكبير للبشرية"، معتبرةً المشروع نموذجًا للتعاون الثقافي بين مصر واليابان.
أما منظمة اليونسكو فقد أكدت في بيانها أن المتحف يمثل "علامة فارقة في مسيرة حفاظ مصر على تراثها الثقافي"، وواجهة عالمية جديدة للفن والآثار والتعليم.

ختام

يفتح المتحف المصري الكبير أبوابه أمام الزوار هذا الشهر ليبدأ فصلًا جديدًا من فصول الحضارة المصرية، حيث يلتقي الماضي المجيد بالحاضر المشرق في أبهى صوره، ليؤكد أن مصر ما تزال قلب التاريخ ونبض الإنسانية.