10/25/2025 10:55:36 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
26
رأى| سلطان السامعي.. الرجل الذي هزم السلطة بشعبيةٍ لا تُشترى.،
رأى| سلطان السامعي.. الرجل الذي هزم السلطة بشعبيةٍ لا تُشترى.، مقالات//أجراس- اليمن-الاخباري// بقلم / محمد الصُّهباني (من جبال سامع خرج صوتٌ حرٌّ أربك النظام، وواجه الرصاص بالكلمة، حتى صار رمزًا للكرامة وضمير الوطن في زمن الانكسار.) في ليلةٍ ممطرةٍ من ليالي عام 1993م، رافقتُ صديقي الأقرب ورفيق دربي، وأحد رموز الجبهة الوطنية في ثمانينيات القرن الماضي، يوسف الحجاجي – رحمه الله – إلى قرية "حُمّان" الجبلية، الواقعة غرب ريف مديرية سامع بمحافظة تعز. وأثناء رحلتنا، أصرّ صديقي أن نمر على منزل أحد أقرباء الشيخ سلطان السامعي في عزلة شريع، علّه يظفر بلقائه. هناك التقينا رجلاً فارع القامة من أقاربه، أخبرنا بلهجةٍ ريفيةٍ محبّبة أن الشيخ سلطان في عدن، استجابةً لدعوةٍ من المناضل علي سالم البيض. ابتسم الحجاجي وقال مازحاً: "إن شاء الله يكون الشيخ سلطان رئيس اليمن." ومنذ تلك الليلة، ظلّت عبارته ترنّ في أذني، وأحدث نفسي دائماً: ولمَ لا يكون سلطان رئيساً للجمهورية؟ محاولة اغتيال... وبداية الصعود كانت تلك الزيارة بعد نجاته من محاولة اغتيال فاشلة في ضاحية الحوبان بتعز، والتي لاقت إدانةً واسعة على المستويين الشعبي والسياسي. وفي خضم التحضيرات لأول انتخابات نيابية عقب تحقيق الوحدة، كانت شعبية "السلطان" تتصاعد بقوة، ما دفع النظام آنذاك إلى حبك مؤامرةٍ لتوريطه بجريمة قتل أو اغتياله، في إطار مسلسل تصفياتٍ استهدف الشخصيات الوطنية المعارضة لسياساته. نفّذ النظام محاولة فاشلة لتصفيته، راح ضحيتها اثنان من جنود نقطةٍ أمنيةٍ اعترضت طريقه، بهدف شيطنة سمعته، ومحاصرة شعبيته من جهة، وجرّ أبناء سامع إلى فتنةٍ قبليةٍ من جهة أخرى. لكن الشيخ سلطان تصرّف بمسؤولية، وأدان الجريمة بشجاعة، وطالب – في تصريحٍ لصحيفة صوت العمال – بتشكيل لجنة تحقيقٍ مشتركة من الداخلية ومجلسي النواب والشورى والأحزاب، مؤكداً استعداده للمثول أمام القضاء متى ما توفرت له الضمانات الكافية بعدم تعريض حياته للخطر. الانتخابات الأولى... وولادة زعامة رغم تعنت السلطة ورفضها قبول أوراق ترشحه، أصرّ سلطان على المضي في المنافسة. وفي 27 أبريل 1993م، كانت المفاجأة الكبرى؛ إذ امتلأت صناديق الاقتراع في الدائرة (40) بمديرية خدير بأوراقٍ تحمل عبارة: "نعم لسلطان السامعي." انتشر الخبر كالنار في الهشيم، وأثبت أن الرجل فاز شرعياً في تلك الليلة، رغم محاولات النظام منع ترشحه. هتف طلاب المدارس في المديرية: "لا دراسة ولا تدريس إلا بسلطان الرئيس!" وأصبحت تلك الهتافات رمزاً لتعلق أبناء خدير بنائبهم الشجاع، الذي وقف في وجه الاستبداد دون خوفٍ أو مهادنة. رمز الوفاء الشعبي تحوّل اسم سلطان السامعي إلى حالةٍ شعبيةٍ فريدة؛ صوره انتشرت في الأسواق والمحال وعلى جدران البيوت والمركبات، ورفعها المغتربون والطلاب في الجامعات العربية والأوروبية تعبيراً عن تضامنهم معه. كان حضور اسمه يملأ القلوب قبل الميادين، وتحوّل إلى رمزٍ للكرامة والنزاهة. وفي انتخابات 2003م البرلمانية، فاز بأغلبيةٍ ساحقة في الدائرة (68) بمديرية سامع، مؤكداً أن شعبيته لم تهتز رغم محاولات السلطة للنيل منه. نائب الشعب لا نائب القصر من قبة البرلمان، ظل صوت سلطان السامعي عالياً مدافعاً عن قضايا الناس، ورافضاً للصفقات المشبوهة والقوانين الجائرة. كان صوته مسموعاً، ومواقفه صلبة، رافضاً الخضوع للنظام البوليسي السابق، ومعارضاً للفساد بلا تردد. وأطلق صحيفة "الحدث" الأسبوعية، التي تجاوزت الخطوط الحمراء في فضح الفاسدين، وكانت منبراً حراً لكل مظلوم وصاحب قضية، حتى أصبحت من أكثر الصحف مبيعاً في تعز وجنوبها. الإنسان قبل السياسي لم يُعرف عن الشيخ سلطان يوماً أنه استغل سلطته أو مارس الابتزاز أو تحصّل على مالٍ بغير وجه حق. لم يهدد أحداً، ولم يتورط في اعتداءٍ أو فسادٍ مالي أو إداري، ولم يخصص سجوناً سرية، أو يشعل نزاعات قبلية كما فعل كثير من المشائخ. كان قريباً من الناس، يشاركهم أفراحهم وأتراحهم، ويساعد المحتاجين دون منٍّ أو أذى. وإذا ما عجز أحد الأطراف في نزاعٍ عن دفع غرامةٍ مالية، تكفّل بها بنفسه. هكذا صنع سلطانه، لا بالسلاح ولا بالجاه، بل بالمروءة والنزاهة. من جبل سامع إلى قمة الوطن ظل السامعي شامخاً كجبل سامع نفسه، لا يساوم على مبادئه، ولا ينحني أمام الاستبداد. قدّم مبادراتٍ سياسيةً عديدة لحل أزمات الوطن، قوبلت جميعها بالترحيب الشعبي، لكن النظام تجاهلها كعادته. وفي عام 2010م، قال في حوارٍ صحفي عبارته الشهيرة "سنزلزل الأرض في تعز تحت أقدام السلطة الفاسدة." عبارة تختصر روحه الثائرة وإيمانه بعدالة قضيته. رئيس منتظَر لوطنٍ يتعافى اليوم، وبعد نصف قرنٍ من النضال، يبدو سلطان السامعي مرشحاً طبيعياً لرئاسة اليمن القادم؛ اليمن الذي يتطلع إلى دولة مدنية عادلة، خالية من الوصاية والاستبداد. إنه ابن تعز واليمن الكبير، المناضل الذي لم يبدّل مبادئه، وظل وفياً للفقراء والبسطاء، رمزاً للمروءة والوطنية الصادقة. ولعل الله يكتب لليمن يوماً نرى فيه هذا الرجل في قصر الرئاسة، فنبارك له كما بارك له التاريخ، ونردد مع جماهيره العريضة: "إنا لمشتاقون لهذا اليوم، يا فخامة الرئيس المنتظَر، بإذن الله."
قد يهمك ايضاً
المشروع الوطني...بين الكلام الفارغ ...وغياب المسؤولية!!
يكشف عن الثغرة الحقيقية..المحامي المخلافي: «قوانين النشر موجودة.. والتقصير قضائي لا تشريعي.
محاولة اغتيال فاشلة لـ: رجال الأعمال تثير التساؤلات.. تفاصيل))
"الصوت الأخير في تل الهوى..ما الذي سُمع ولم يُقال..الكشف عن المتورطين في جريمة هزّت ضمير العالم؟
العرش الأمريكي يهتز.. ترامب يواجه أكبر تمرّد شعبي منذ عقود .. ماذا يحدث"
الكشف عن هوية “رجل الظل” الذي أربك إسرائيل..كواليس الدور الحاسم للمخابرات المصرية في وقف حرب غزة.. ((تفاصيل مثيرة))
د.المليكي يطمئن ملاك العيادات الإسعافية: حلول مرتقبة للقضايا العالقة قريبًا..!؟
بين العطاء والغفلة"حزب الله" وقوة الحاضنة الشعبية !!
متى ياحكومة تصريف الأعمال يعاد تشغيل المطار وفتح الميناء ومعالجة القضايا التي تهم المواطن اليمني ؟؟ بقلم د. علي محمد الزنم /عضو مجلس النواب
محافظ شبوة اللواء العولقي يعزي في وفاة الاخ عمر علي عليوة