فساد بملايين الريالات وبيع للشوارع والمخططات العامة: مكتب الأشغال في تعز الحوبان.. وكر الفساد الذي يبتلع المدينة!

10/22/2025 2:40:11 PM

موقع إخباري مستقل - منوع

رئيس التحرير : ايوب التميمي

33

فساد بملايين الريالات وبيع للشوارع والمخططات العامة: مكتب الأشغال في تعز الحوبان.. وكر الفساد الذي يبتلع المدينة!

 
فساد بملايين الريالات وبيع للشوارع والمخططات العامة: مكتب الأشغال في تعز الحوبان.. وكر الفساد الذي يبتلع المدينة!

خاص -أجراس-اليمن 
تقرير صحفي – تعز / الحوبان

تتواصل فصول الفساد في مكتب الأشغال العامة بمديرية الحوبان – محافظة تعز، في واحدة من أكثر القضايا التي تثير سخط المواطنين وغضب الشارع المحلي، بعد تزايد شكاوى الأهالي وناشطي المجتمع المدني حول مخالفات بناء ضخمة، وبيع للمخططات العامة، وتغاضٍ مريب عن انتهاكات قانون البناء والتخطيط الحضري.

القضية الأولى: مخالفة مقابل حديقة دريم لاند

في موقع مقابل حديقة دريم لاند بالحوبان، شُيِّد مبنى مكوّن من ستة أدوار دون أي ترخيص رسمي، ودون وجود مواقف للسيارات كما يشترطه قانون البناء.
ورغم البلاغات المتكررة، يؤكد المواطنون أن الأعمال مستمرة تحت أنظار مكتب الأشغال دون اتخاذ أي إجراء قانوني.
ويشير الأهالي بأصابع الاتهام إلى بكيل المخلافي – مدير مكتب الأشغال بالحوبان، الذي يصفه الأهالي بأنه رمز للفساد الإداري، مؤكدين أن مكتبه أصبح "سوقًا مفتوحة لبيع التراخيص والمخططات مقابل مبالغ مالية ضخمة".


القضية الثانية: بناء مخالف أمام بنك الكريمي

وفي وحدة جوار 611، أمام بنك الكريمي وجوار مقر "أطباء بلا حدود" سابقًا، جرى صب أعمدة الدور السابع لبناء مخالف، دون ترخيص أو مواقف سيارات.
ويشير ناشطون إلى أن هذه المخالفات لم تكن لتتم لولا التواطؤ المباشر من قيادات في مكتب الأشغال، وعلى رأسهم عبدالجليل الحميري – مدير إدارة التفتيش، المتهم بتلقي رشاوى ضخمة مقابل التغاضي عن التجاوزات.

القضية الثالثة: مخالفات تحت الضغط العالي للكهرباء

في منطقة الحرير وشارع الثلاثين، تتواصل أعمال البناء المخالفة تحت خطوط الضغط العالي للكهرباء، رغم خطورتها البالغة على حياة السكان.
ويرى مراقبون أن استمرار هذه التجاوزات يعبّر عن حالة انهيار المنظومة الرقابية والقانونية في مكتب الأشغال، الذي تحوّل – بحسب تعبير الأهالي – إلى "مكتب جباية لا يهمه سوى جمع الأموال بطرق غير مشروعة".

القضية الرابعة: بيع الشوارع والمخططات العامة

أخطر ما كشفته الشكاوى هو ما يجري خلف حديقة الحيوان وفي حرم حديقة 21 سبتمبر – وحدة جوار 354، حيث يتم الاعتداء على الأراضي العامة وتحويلها إلى أبراج ومبانٍ خاصة بإشراف مقاولين، من بينهم عبدالنور الشميري.
وبحسب الأهالي، فقد تم بيع الطرقات والممرات العامة لمستثمرين مقابل مبالغ مالية كبيرة، وسط صمت مريب من الجهات المعنية، رغم وضوح المخالفات القانونية.

“فاتورة خلف الستار”

مصادر محلية تحدثت عن ما يسمى بـ “الفاتورة الخلفية”، وهي مبالغ مالية غير قانونية تصل إلى ستة ملايين ريال يمني قديم عن كل ترخيص بناء مخالف، يتم تحصيلها من المواطنين عبر وسطاء ومسؤولين داخل مكتب الأشغال، تحت غطاء المعاملات الرسمية.
ويصف ناشطون هذه الممارسات بأنها نموذج للفساد المنظّم، الذي يهدد ما تبقّى من الثقة في المؤسسات المحلية.

مطالبات بالتحقيق والمحاسبة

وجه ناشطون ومواطنون نداءً عاجلًا إلى وزير النقل والأشغال اللواء محمد عياش قحيم، وإلى محافظ تعز القاضي أحمد أمين المساوئ، بضرورة فتح تحقيق شفاف وشامل في ملفات الفساد المتراكمة بمكتب الأشغال في الحوبان، وإيقاف المسؤولين المتورطين فورًا.
كما طالبوا القيادة العليا في صنعاء بالتدخل السريع لـ"تطهير المؤسسات من الأسماء الفاسدة التي شوهت صورة الدولة وأضرت بمصالح المواطنين".

ما يجري في مكتب الأشغال بالحوبان – تعز لم يعد مجرد مخالفات بناء، بل قضية فساد متكاملة الأركان تمسّ المصلحة العامة، وتكشف عن شبكة من المتنفذين الذين باعوا الشوارع والأراضي العامة كما تباع السلع في الأسواق.
إن السكوت عن هذه الممارسات لا يعني سوى التواطؤ مع الفساد، وهو ما يجعل الأصوات الشعبية ترتفع اليوم مطالبةً بـ العدالة والمحاسبة قبل أن يتحوّل الغضب الشعبي إلى انفجار لا يمكن احتواؤه.