10/20/2025 1:24:58 AM
موقع إخباري مستقل - منوع
رئيس التحرير : ايوب التميمي
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
14
السؤال الأهم..من هو عدو الشعب الحقيقي؟!!
السؤال الأهم..من هو عدو الشعب الحقيقي؟!! الأحد 19 اكتوبر ـ 2025م مقالات| أجراس- اليمن بقلم: فهد الهريش في المجتمعات التي ينهشها الفقر ويعمّ فيها الجهل، تتحوّل القيم إلى سلعٍ تُباع وتشترى، ويغدو الوعي رفاهية لا يملكها إلا القليل. وفي غياب الوعي، يطلّ تجّار الوهم بأقنعة الورع والزهد، يبيعون للناس الخلاص بالكلمات، ويشترون عقولهم بالدعاء والشعارات. فأسهل الطرق للعيش ليست عبر العلم أو العمل، بل عبر استغلال خوف الناس وجهلهم؛ إذ يصبح العقل النائم سوقًا مفتوحًا، والمشاعر المرهَقة غنيمة سهلة لمن يجيد العزف على أوتارها. فحين كتب هنريك إبسن مسرحيته الشهيرة «عدو الشعب» عام 1882، لم يكن يتخيل أنه يرسم ملامح مشهد يتكرر بعد أكثر من قرن، وبشكل أكثر قسوة، في بلدان تعيش أزمات مركبة مثل اليمن. فقد سلط إبسن الضوء على جريمةٍ إنسانيةٍ متكررة: معاقبة من يتجرأ على قول الحقيقة، ليس فقط من قبل السلطة، بل من المجتمع أيضًا. في المسرحية، يكتشف الطبيب تلوث مياه الحمامات الصحية في مدينته. وعندما يحاول تحذير الناس، يُتهم بالخيانة ويُلاحق، ليس لأن كلامه غير صحيح، بل لأن الاعتراف بالحقيقة مكلف سياسيًا واقتصاديًا، ويصطدم بمصالح المتنفذين. وهكذا تتحول الحقيقة إلى عبء يجب إسكاتُه باسم «الصالح العام»، بينما الحقيقة أن هذا «الصالح» ليس عامًا، بل مصلحة لفئة صغيرة تتحكم بكل شيء. في اليمن، لا نحتاج إلى كثير من الخيال لرؤية هذه القصة تتكرر يوميًا. كل من يحاول كشف فسادٍ، أو مساءلة سلطةٍ أمر واقع، أو فضح صفقاتٍ مشبوهة، يُتهم فورًا بالعمالة والخيانة، أو يُشيطن إعلاميًا، أو يُحاصر ويُقصى. لم تعد المشكلة في مضمون ما يقوله الشرفاء، بل في جُرأة قولهم لما لا يُراد أن يُقال. منظمات، ناشطون، إعلاميون، اقتصاديون، وأحيانًا مسؤولون من داخل المنظومة نفسها… جميعهم واجهوا نفس المصير حين قرروا مصارحة الناس، سواء بكارثة بيئية، أو فساد إداري، أو نهب موارد، أو خضوع لهيمنة خارجية. تمامًا كما حدث مع الدكتور توماس ستوكمان، تُقابل الحقيقة في اليمن بجدار صلب من الإنكار والمصالح المتشابكة التي توحد أطرافًا متخاصمة ظاهريًا، لكنها تتفق على إسكات الصوت المزعج الذي يفضحها. وكما قال إبسن، المأساة لا تكمن في السلطة وحدها، بل في الجماهير التي تختار الكذب المريح على الصدق الموجع. في اليمن، جزء من المجتمع ــ بحكم التعبئة الإعلامية والطائفية، أو بدافع الولاء الضيق، أو نتيجة اليأس ــ يتحول إلى أداة قمع إضافية. فيلاحق الشرفاء، ويبرر الفساد، ويُعيد إنتاج الطغيان فكل من يخرج عن الصف الجاهز يُتهم بأنه «عدو الشعب»، بينما الحقيقة أنه يحاول إنقاذ هذا الشعب من مشاريع خطيرة تُنفذ باسمه. فمن صفقات تجار الحروب، إلى التدخلات الخارجية، إلى الفساد الإداري والاقتصادي، إلى قمع الحريات هناك مشاريع كثيرة تمر في اليمن تحت شعارات وطنية أو دينية أو مناطقية براقة، بينما هي في الواقع تخدم مصالح ضيقة لفئات صغيرة محلية أو خارجية. ومن يرفع صوته اعتراضًا، يُحاصر إعلاميًا، أو يُتهم بالتحريض، أو يُستهدف. هكذا تتحول تهمة «عدو الشعب» إلى أداة لتكميم الأفواه وتصفية الأصوات المزعجة، بينما العدو الحقيقي يختبئ خلف الشعارات. في قلب مسرحية إبسن، يقف الدكتور ستوكمان وحيدًا أمام مجتمع بأكمله ويقول: «أقوى رجل في العالم هو من يقف وحيدًا». وفي اليمن، هناك كثيرون اليوم يقفون مواقف مشابهة. ليس لأنهم يبحثون عن بطولة، بل لأنهم يرون الحقيقة ويشعرون بالمسؤولية الأخلاقية لقولها، رغم أن الثمن قد يكون العزلة أو التشويه أو حتى الملاحقة.والسجن والسؤال الأهم...قبل أن نصدق تهمة «عدو الشعب» التي تُلصق بكل من يفضح أو يعارض علينا أن نسأل: من هو العدو الحقيقي؟ هل هو من يحاول حماية مصالح الناس ويدق ناقوس الخطر؟ أم من يغلف مصالحه ومشاريعه الخاصة بعباءات زائفة ويكمم أفواه الآخرين باسم الوطن أو الدين أو الأمن؟ في زمن تتشابك فيه المصالح مع الشعارات يصبح قول الحقيقة موقفًا بطوليًا نادرًا. وبلادنا، مثل كثير من البلدان، لا تحتاج إلى من يردد ما يقوله القطيع، بل إلى من يملك الشجاعة ليقف في وجه التيار، دفاعًا عن الضمير والحق والمصلحة العامة مهما كان الثمن. ـــــــــــــــــــــــــــــ تنويه: المقال لا يعبّر عن رأي الموقع الإخباري "أجراس - اليمن" بل عن رأي كاتبه حصريًا.
قد يهمك ايضاً
ظريف يكشف أسرارًا صادمة عن “خداع روسي” لإيران في ملفات حساسة..
الغضب يعصف بتعز... جريمة مروّعة تضع ملف الأسرى على المحك..
بمليار ريال رشوة.. تجار ومسؤولون يمررون أسمنتاً باكستانياً مغشوشاً إلى الأسواق اليمنية!
العرش الأمريكي يهتز.. ترامب يواجه أكبر تمرّد شعبي منذ عقود .. ماذا يحدث"
الكشف عن هوية “رجل الظل” الذي أربك إسرائيل..كواليس الدور الحاسم للمخابرات المصرية في وقف حرب غزة.. ((تفاصيل مثيرة))
ترامب يهدّد حماس بـ"القتل" إذا واصلت إعدام المدنيين في غزة
د.المليكي يطمئن ملاك العيادات الإسعافية: حلول مرتقبة للقضايا العالقة قريبًا..!؟
بين العطاء والغفلة"حزب الله" وقوة الحاضنة الشعبية !!
محافظ شبوة اللواء العولقي يعزي في وفاة الاخ عمر علي عليوة
محافظ شبوة اللواء العولقي يعزي وزير الدفاع في وفاة عمه الشيخ صالح ناصر العاطفي